أبرز مشاركون في يوم دراسي نظم، يوم الخميس الماضي، ببني ملال أهمية التدبير السليم في الحفاظ على الثروات المائية على الصعيد الوطني، ومساهمة البحث العلمي في كل سياسة مائية تروم تثمين هذه الطاقة الحيوية والحفاظ عليها واستدامتها. ونوه المشاركون في هذا اللقاء المنظم من طرف «وكالة الحوض المائي أم الربيع» بتعاون مع جمعية «تنمية بلا حدود» بالسياسة التي نهجها المغرب خلال عدة عقود في قطاعي الماء والبيئة، مؤكدين على ضرورة الاستمرار في هذا النهج لمواجهة كل التحديات المطروحة في هذا الاطار. وفي هذا السياق، ذكر مدير «وكالة الحوض المائي أم الربيع» عبد الله المهبول أن هذا اليوم الدراسي شكل محطة للتأمل والوقوف على عدد من الاشكاليات المرتبطة بمجالات الماء والبيئة والطاقات المتجددة، التي تعتبر قطاعات مرتبطة ومتداخلة في ما بينها. وأوضح أن مثل هذه اللقاءات تهدف إلى إثراء النقاش حول السبل الكفيلة بتقويم وتقييم السياسة المائية، والاطلاع على أوجه القصور فيها وما أفرزته من مشاكل خاصة المتعلقة منها بتلوث البيئة، وذلك بعد المصادقة على الميثاق الوطني للبيئة، لتحقيق التنمية المستدامة للأجيال الحالية والمقبلة والتوفيق بين مستلزمات التنمية دون الاضرار بالبيئة. وذكرالمهبول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن المغرب نهج على الدوام سياسة مائية متميزة انطلاقا من نهاية الستينات مع إنشاء السدود الكبرى وما تلاها من إقامة الدوائر السقوية والأحواض المائية، وهو ما مكن المغرب من تجاوز فترات الجفاف بأقل قدر من الخسائر الاقتصادية والاجتماعية، والمساهمة في الوقت ذاته في تعميم التزود بالماء الصالح للشرب على أنحاء عديدة من التراب الوطني. وفي ما يخص الطاقات المتجددة، أوضح أن المغرب الذي لا يتوفر على ثروات نفطية، يزخر بإمكانيات هائلة في هذا المجال بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يمنحه طبيعة معتدلة ومواقع متميزة تساعدة على إنتاج الطاقة الشمسية والهوائية. وأضاف أن المغرب أدرك أهمية هذا القطاع، فقام بإنجاز العديد من المشاريع أشرف على بعضها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو ما يفتح أمامه آفاقا واعدة للاستثمار وخلق فرص عديدة للشغل. وقد تم خلال هذا اليوم الدراسي الذي حضره حشد هام من الخبراء والباحثين المهتمين بقطاعات الماء والبيئة والطاقات المتجددة من القطاعين العام والخاص ومن بينهم خبراء مغاربة يشتغلون مع عدد من المنظمات والوكالات والشركات الدولية، إلقاء ومناقشة عروض همت مواضيعها بالأساس التدبير المندمج للثروات المائية، والطاقة الشمسية، والطاقة الهوائية، ودور التربية والتعليم في التحسيس بظاهرة التغيرات المناخية وغيرها.