قدمت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضرة، اليوم الإثنين في لندن، استراتيجية المغرب في المجال الطاقي، مبرزة الخطوات الهامة التي تم قطعها في هذا المجال الاستراتيجي. وقالت السيدة بنخضرة، في مداخلة خلال ندوة احتضنها مقر المعهد الملكي للشؤون الدولية حول آفاق الاستثمار في القطاع الطاقي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، "إننا بصدد تغيير أنماطنا في الإنتاج والاستهلاك والشروع في إصلاحات بغية إرساء نظام طاقي جديد". وقد شاركت في هذه الندوة العديد من الشخصيات، من بينها سفيرة المملكة في المملكة المتحدة الشريفة للاجمالة العلوي، والسفير البريطاني في المغرب السيد تيم موريس. وذكرت الوزيرة، التي تدخلت ضمن ثلة من الخبراء حول الآفاق الطاقية في شمال إفريقيا، باعتماد الاستراتيجية الوطنية الجديدة في مجال الطاقة في مارس 2009، والتي تتوخى توفير موارد طاقية وكافية وموثوقة للاقتصاد والسكان، مع الحفاظ على البيئة. وأوضحت السيدة بنخضرة أن "الأمر يتعلق باستراتيجية طموحة وواقعية"، مبرزة أن الطاقة المتجددة، كما هو الشأن بالنسبة للنجاعة الطاقية، تحتل مكانة هامة في إطار هذه الاستراتيجية. وأشارت المسؤولة المغربية إلى أن حصة النفط في الاستهلاك ستتقلص من 61 في المائة حاليا إلى 44 في المائة فقط في سنة 2020. وقالت إن حصة الطاقة المتجددة سترتفع من 2 في المائة سنة 2008 إلى 12 في المائة في 2020 وإلى أزيد من 20 في المائة في 2030، مضيفة "أننا نتوفر على المؤهلات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، خاصة وأننا نتوفر على قدرات هامة في مجال الطاقة الشمسية والريحية". وأبرزت الوزيرة أن برنامجا واسعا للطاقة الشمسية، بقدرة ألفي ميغاواط، سيستكمل في 2020 على مستوى خمسة مواقع، مشيرة إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروع تقدر بحوالي تسعة ملايير دولار. وذكرت، في هذا السياق، بإحداث الوكالة المغربية للطاقة الشمسية للإشراف على تفعيل مشروع الطاقة الشمسية. كما استعرضت السيدة بنخضرة برنامج تطوير الطاقة الريحية، الذي تناهز تكلفته حوالي 5ر3 مليار دولار. +المغرب.. مركز هام+ من جهة أخرى، أبرزت السيدة بنخضرة أن المغرب، بحكم موقعه الجغرافي، بصدد التحول إلى "مركز هام" لتعزيز التبادلات بين بلدان حوض المتوسط، وذلك بفضل تعزيز الربط البيني الذي طورته البلاد مع إسبانيا والجزائر. وتابعت الوزيرة أن الانخراط في المخطط المتوسطي للطاقة الشمسية ومبادرات "ديزيرتيك" و"ترانسغرين" من شأنه النهوض بالتعاون اللازم لتطوير الطاقتين الشمسية والريحية في الفضاء الأورومتوسطي، مما يخول للمغرب ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تصدير كهرباء نظيفة لأوروبا. من جانب آخر، استعرضت السيدة بنخضرة الإجراءات التي اتخذها المغرب لتعزيز الإطار التشريعي وتطوير ليرقى إلى مستوى المشاريع التنموية الهامة التي تم إطلاقها في القطاع. +المغرب في موقع جيد للقيام بدور هام في التحالف الأورومتوسطي الجديد+ كما رصدت الوزيرة في هذا السياق الجهود التي يبذلها المغرب لتعزيز اندماج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا داخل هذا الفضاء، واصفة هذا الاندماج ب "الضروري"، ومبرزة أن المملكة، بفضل الوضع المتقدم الذي يحظى به لدى الاتحاد، يوجد في موقع جيد للقيام بدور هام داخل التحالف الأورومتوسطي الجديد. وأضافت أنه بفعل قربه الجغرافي من أوروبا ومكانته المتميزة في العالم العربي وإفريقا، يشكل المغرب أرضية للحوار، والتقارب، والتسامح، والسلم، مبرزة الخطوات الهامة التي قطعهتا المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، في مجالي الاقتصاد والتنمية الاجتماعية. وقالت إن هذا الورش التنموي الكبير يمكن من التأليف بين النمو الاقتصادي، والاقتسام العادل للثروات، والإنصاف الاجتماعي، والتضامن الجهوي، والحفاظ على البيئة، والتكيف مع التغيرات المناخية، مبرزة النتائج الفعالة التي حققها المغرب في ما يخص النمو الاقتصادي الذي يفوق 5 في المائة سنويا. وأوضحت الوزيرة أن الاقتصاد المغربي، الذي أبان عن صلابة في مواجهة الأزمة والدولية، حقق معدلات نمو بلغت 5ر6 في المائة في 2008 و3ر5 في المائة في 2009، مشيرة إلى أن هذا الورش الكبير أدى إلى ارتفاع سريع في الحاجيات الطاقية. وتتناول ندوة آفاق الاستثمار في القطاع الطاقي بمنطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، التي تتواصل غدا الثلاثاء، مواضيع تتعلق بتنمية القطاع وتتدارس أثر الطاقات البديلة.