الأزمنة الحديثة مجلة فصلية تعنى بشؤون الفكر والثقافة من خلال المساهمة في الانفتاح على مكتسبات الفكر الحديث والمعاصر، والمزاوجة بين السؤال الفلسفي - النظري والسؤال التاريخي -الاجتماعي في أفق الإحاطة براهننا الحاضر. قد لا يلم تعريف مختزل وبسيط كهذا، بأهداف هذه المجلة المنفتحة على المسألة الاجتماعية بمختلف أبعادها والانشغالات الأساسية للمجتمع المغربي والمهام التي يتطلبها العمل الثقافي. أسئلة حملتها بيان اليوم إلى رئيس تحرير المجلة مولاي عبد الله العلوي البلغيثي، بخصوص العدد الثاني والأسئلة التي يطرحها من قبيل «العقيدة والعنف» وسؤال ماهية الأنوار، فكان لنا معه الاستجواب المختصر التالي: * ما هي الدواعي التي أملت عليكم اختيار ملف عن «العقيدة والعنف» ليشكل المفصل الرئيسي من العدد الثاني لمجلة «الأزمنة الحديثة» هل لارتباطه بالراهن المغربي؟ - إن الدافع الوحيد لهذا الاختيار يتجلى في كونه ينسجم مع الخط التحريري للمجلة، من خلال طرحه للقضايا والإشكالات المؤسسة لنظام العقيدة بمختلف تجلياتها الأسطورية والدينية والسياسية والمفسرة لنشأة العنف، بقدر ما يبرر ويطرح ضرورة المساءلة الفلسفية المتجددة لممارسة إنسانية تمثل مجال تقاطع للعقيدة والتاريخ بامتياز وتشكل أحد المحددات الدرامية للوضع الإنساني بشكل عام، كما تضمن العدد أيضا دراسات وقراءات يرصد بعضها التحولات النظرية الكبرى التي عرفتها ظاهرة التنظيم البيروقراطي، فيما تقدم أخرى قراءة في مفهوم الحريم وبسطا لصيغه الثقافية والتاريخية. * مجلة الأزمنة الحديثة تضمنت في العدد الأول نصوصا بالفرنسية والعربية بينما جاء العدد الثاني باللغة العربية فقط، هل يتعلق الأمر باختيار جديد؟ - لقد كان اختيارنا منذ البداية أن نصدر باللغة العربية مجموعة من البحوث والدراسات التي أشرفنا عليها بارتباط مع الندوات التي نعقدها، كالندوة الأولى التي كانت تحت عنوان «الحداثة والتراجيديا» بمساهمة كل من الفيلسوفين جون لو تيبو جون فرانسوا بواريي وتناولت نماذج من الفكر الغربي جورج لوكاتش، والتر بنيامين. أو الندوة الثانية التي كانت تحت عنوان « الفلسفة والحياة»، اذ أننا في تحرير المجلة نهتم بنشر مداخلات الندوات التي نعقدها. * هل يمكنكم أن تعطونا نظرة عن الملفات التي سيتضمنها العدد المقبل من المجلة؟ - إن العدد الثاني يتضمن الورقة التمهيدية لملف العدد المقبل الذي سيتمحور حول السياسات التربوية وفلسفة التربية، حيث ستشكل المسألة التربوية موضوع استقصاء بدءا من اليونان القديمة مرورا بالتأملات الفلسفية العربية الإسلامية والى الآن. سيكون مبحثها يتعلق بالنماذج التربوية المختلفة إضافة إلى تناولها للوضع التعليمي في المغرب وأزمته التي طال أمدها على اعتبار أن هذا الوضع يشكل منظومة لا تحكمها أي اختيارات سواء فلسفية أو تربوية، العدد الثالث سيطرح السؤال حول الفعل التربوي وفضح مختلف أشكال الاستلاب التي تنتج عن جعل المؤسسة التربوية في خدمة الاقتصاد الرأسمالي المعولم وسوق العمل المجرد من كل طابع إنساني. كما سيتم تخصيص ملف عن الراحل محمد عابد الجابري، معززا ببحوث ودراسات.