خصص العدد الحالي (الثاني) ل«الأزمنة الحديثة» محتواه لموضوعة «العقيدة والعنف» من خلال مقاربات نظرية كلاسيكية ومعاصرة وطروحات انتروبولوجية. كما يشمل هذا الملف مساهمات متميزة لباحثين مغاربة. ان الحرص على المزاوجة بين ترجمة بعض النصوص السياسية وتقديم أبحاث مستجدة تعرض لمسألة العقيدة والعنف بمختلف أبعادها بقدر ما يعبر عن راهنية القضايا والإشكالات المؤسسة لنظام العقيدة بمختلف تجلياتها الأسطورية والدينية والسياسية والمفسرة لنشأة العنف، بقدر ما يبرر ويطرح ضرورة المساءلة الفلسفية المتجددة لممارسة إنسانية تمثل مجال تقاطع العقيدة والتاريخ بامتياز وتشكل أحد المحددات الدرامية للوضع الإنساني بشكل عام. وانسجاما مع الخط التحريري للمجلة، نتابع من خلال هذا العدد تقديم نصوص تعرض لفكر الأنوار وتمهد لمقاربة مسألة الحداثة والتحديث. كما يضم هذا العدد دراسات وقراءات يرصد بعضها التحولات النظرية الكبرى التي عرفتها ظاهرة التنظيم البيروقراطي، فيما تقدم أخرى قراءة في مفهوم الحريم وبسطا لصيغه الثقافية والتاريخية. وننهي مواد هذا العدد بطرح الورقة التمهيدية لملف ا لعدد المقبل الذي سيتمحور حول السياسات التربوية وفلسفة التربية . وبهذه المناسبة نجدد دعوتنا لكل الباحثين والمهتمين بالمسألة التربوية بالتفضل بالمساهمة في معالجة هذا الموضوع الهام.