يبدو أن الطلب على خدمات الممثل البيضاوي المبدع حميد نجاح (62 سنة) قد تكاثر في السنوات الأخيرة بحكم دوران عجلات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني المدعم بالمال العمومي من جهة، وبحكم التمكن من أدوات التعبير الذي أبان عنه في أعماله السابقة من جهة أخرى. ورغم أن جل الأدوار التي أسندت له من طرف المخرجين المغاربة لم ترق إلى مستوى قدراته الهائلة في التشخيص المسرحي والسينمائي والتلفزيوني، فانه أبان من خلالها عن علو كعبه في الإبداع التشخيصي. فبمجرد ما يشتغل مع مخرج من المخرجين حتى يأسره بتواضعه وتمكنه من حرفته، الشيء الذي يدفع هذا المخرج إلى استحضار اسمه في أعماله اللاحقة. وقع هذا مع المخرج سعد الشرايبي في فيلميه السينمائي «جوهرة بنت الحبس» والتلفزيوني «طلب عمل»، كما وقع مع المخرجة نرجس النجار في فيلميها التلفزيوني «الممثلة» والسينمائي «عاشقة الريف»، وحتما سيقع مع غيرهما. إن حميد نجاح ينتمي إلى طينة نادرة من الممثلين والممثلات المغاربة ، فهو من فصيلة اسماعيل أبو القناطر وراوية ومحمد بسطاوي وغيرهم، وإذا كان هذا الأخير قد حظي بتكريم يليق بمكانته الفنية الرفيعة في الدورة 11 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، فهل ستفكر إدارة مهرجاننا الوطني للفيلم بطنجة في يوم من الأيام في تكريم حميد نجاح وأمثاله من الممثلين المبدعين وليس المنفذين؟ خصوصا وأن عينة من الأفلام السينمائية القصيرة والطويلة التي شارك فيها حميد نجاح سنة 2011 ستكون حاضرة في عرس طنجة السينمائي الوطني 13 في مطلع 2012 (من 12 إلى 21 يناير) نذكر منها «أياد خشنة» لمحمد العسلي و»عاشقة الريف» لنرجس النجار و»عودة الابن» لأحمد بولان و»المنتحر» ليوسف فاضل و»لون الصمت» لأسماء المدير و»لقطة بسيطة» لمحمد مروازي و»الأعمى والغجرية» لعز العرب العلوي لمحارزي و»الأحد صباحا» للأخوين رضوان وخليل فاضل وغيرها، وهذا وحده كاف لاستضافته والاحتفاء به في مهرجان طنجة. تجدر الإشارة في الأخير إلى أن حضور الفنان والشاعر والرسام حميد نجاح فيلموغرافيا سنة 2011 لم يقتصر على السينما بل تجاوزه إلى التلفزيون من خلال مشاركته المتميزة في مجموعة من الأعمال نذكر منها على سبيل المثال مسلسل «المجلي» من توقيع سعيد تاشفين وفيلمي «ظلال الموت» من إخراج الشاب هشام الجباري و»حب وخيول وعشية أخرى» من إخراج صديقه الحميم منذ مسرحية/فيلم «حلاق درب الفقراء» (1982-1977) المسرحي والروائي والسيناريست المتألق يوسف فاضل.