المسرح والإبداع في قلب التحولات شهدت مدينة الحسيمة فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي في نسخته الثالثة، وذلك تحت شعار «المسرح والإبداع في قلب التحولات»، ونظمت هذه الدورة، التي استمرت خمسة أيام، بشراكة ما بين فرقة المسرح الأمازيغي ومجلس جهة تازة-الحسيمة-تاونات والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمجلس الإقليمي للحسيمة وبدعم من المسرح الوطني محمدالخامس. وبهذه المناسبة، أكد رئيس المهرجان لعزيز إبراهيمي أن هذه التظاهرة تعبر عن أحد أشكال التواصل لدى الشباب المبدع والذي يحاول أن يرسخ بصماته عبر فن المسرح. وأبرز أن إدارة المهرجان تراهن على أن تكون فعاليات هذه الدورة نسقا فنيا وثقافيا يهتم بالتحولات المجتمعية التي يعرفها المغرب عبر فتح نقاش عمومي حول الشأن المسرحي والثقافي، وطرح تساؤلات حول قدرة النشاط المسرحي بمنطقة الريف على أن يكون مرآة عاكسة لها وحاملا لقيمها ومهتما بالقضايا التي ينبض بها المجتمع المغربي. وأكد أن الجهة المنظمة عازمة على تطوير فعاليات هذه الدورة وضمان الاستمرارية في تثبيت المبادئ التي تحكمت في التأسيس لتصوره منذ ثلاث سنوات والمتعلقة باحتضان مبادرات التلاقح الثقافي والإبداعي. من جهته، قال المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة كمال بليمون إن تنظيم هذه الدورة جاء ليؤكد أن هذا المهرجان لم يكن سحابة صيف عابرة وإنما موعد ينخرط في إطار منظومة ثقافية راسخة أساسها الاستمرارية والرقي بالمشهد الثقافي تجسدها الرغبة في التواصل من أجل فرجة احتفالية وتهذيب الذوق الفني. وأكد أن ساكنة الحسيمة في حاجة ماسة إلى إقامة فعاليات ثقافية بالمدينة خاصة على مستوى المسرح، مبرزا أنه ليس هناك أحسن من الثقافة وأعمقها دلالة على مدى الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات باعتبار أن المهرجان في حد ذاته مزيج ممتع يجمع ما بين الإبداع والتواصل بين الشعوب والحضارات والتلاقح الثقافي. من جانبه، أبرز رئيس مجلس الجهة السيد محمد بودرا في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن هذا المهرجان يندرج في صلب اهتمامات المجلس الجهوي الرامية لإبراز المؤهلات والخصوصيات التاريخية والحضارية للجهة والتعريف بها للنهوض بالتنمية الشاملة والمندمجة. واعتبر أن اختيار شعار هذه الدورة «المسرح والإبداع في قلب التحولات» جاء للتعبير عن وعي جماعي وعميق بأهمية الإبداع الفني والثقافي ضمن التحولات المجتمعية التي يعرفها المغرب خاصة والعالم بصفة عامة. وتضمن برنامج هذه الدورة تقديم مجموعة من العروض المسرحية منها مسرحيات «مأساة غلادياتور» لفرقة طروب دور سلا، و»أساسان «لفرقة درامازيغ تاماينوت بتزنيت, و»أنا أحبك إلى الأبد» لفرقة كطالونيا إسبانيا، و»كرسي الاعتراف» لفرقة عبد الحق الزروالي، و»إحدى عشرة دقيقة» لفرقة فرجة للجمع بطنجة، و»الوردة الحمراء» لفرقة البديل المضئ الخمسيات، و»بضاض» لفرقة ما كوميا الرباط، و»توت نين زو» لفرقة ثفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة. كما تضمن برنامج هذه الدورة تنظيم ورشات تكوينية، ولقاءات تكريمية لعدد من الفنانين والمخرجين المسرحيين.