انطلقت أمس الخميس بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن بمدينة الحسيمة فقرات مهرجان النكور المتوسطي للمسرح في نسخة الثالثة تحت شعار "الانفتاح الثقافي ضمان تواصل شعوب المتوسط". وتميز حفل الافتتاح بتكريم الممثل والمخرج المغربي فاروق أزنابط وهو من مواليد مدينة مليلية، الذي ساهم ساهم كممثل في مجموعة من الأعمال، وقام بإخراج أغلبها في مسرح الهواة أو المسرح الأمازيعي مع بداية التسعينات. كما كرم الممثل والمخرج التونسي حافظ خليفة، صاحب ريبيرتوار غني بالأعمال الفنية المشتركة التي تحاكي الضفتين وتنخرط ضمن البدائل الممكنة لحوار الحضارات. وعرضت خلال هذا الحفل مسرحيات تحت عنوان "اتوت نين زو" لفرقة ثفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة، و" جوانح المحبة " لفرقة حمام سوسة من تونس. وبهذه المناسبة أكد رئيس جمعية ثفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة السيد أحمد السمار أن مهرجان النكور المتوسطي يستمد تميزه من حجم وجودة وتنوع أنشطته الهادفة. وأبرز أن هذه الدورة تروم، فضلا عن التعريف بمدينة الحسيمة كوجهة سياحية بامتياز، الاحتفال بأبي الفنون وتبادل الخبرات وتعزيز الإيمان بقيم الجمال، وكذا بقدرة المسرح في التغيير وخلق تواصل فعال بين الشعوب والثقافات وبين الأفكار المشكلة للتميز المتوسطي. من جهته قال مدير المهرجان السيد محمد بنيوسف، إن هذه التظاهرة أضحت موعدا مهما في مفكرة كل الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي في المغرب وفي دول حوض الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن الدورة الثالثة ستعرف مشاركة فرق مسرحية من المغرب وتونسوالجزائر وإيطاليا. أما المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة السيد كمال بن الليمون فأبرز اقتران التنمية بثقافة هادفة ومستدامة، مشيرا إلى أنه لا استدامة بدون تواصل وانفتاح ثقافي. وفي نفس السياق تحدث رئيس مجلس الجهة السيد محمد بودرا عن أهمية دار الثقافة منذ تدشينها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس وإشعاعها الثقافي، كما تطرق إلى تجربة المسرح والإبداع الثقافي بالمنطقة ومساهمة جمعية ثفسوين للمسرح الأمازيغي في تشجيع الحوار بين الشعوب خاصة شعوب منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وأجمعت باقي المداخلات من دول المغرب والجزائروتونس وإيطاليا على ضرورة تعزيز ثقافة الحوار وخلق تواصل أكثر فعال ونضجا بين شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط التي تتمتع بتاريخ مشترك. ويشتمل برنامج المهرجان على عروض مسرحية، فضلا عن التي عرضت في الافتتاح، منها مسرحيات "بوتار شومين" لفرقة فوانيس ورززات، و "العرائس الجوالة" لفرقة تونس و "مصائر" لفرقة الفرعون الصغير من مصر وكذا كرنفال لفرقة جيوني كلون من إيطاليا بجماعة آيت حذيفة، و "اشت نوبريد" ( الاتجاه الواحد ) لفرقة الشمعة لفنون العرض المسرحي من الجزائر، و "ايكارن ايزابيلا" لفرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة. كما ستنظم ندوة دولية حول "حوار الحضارات المتوسطية"، و"البحر الأبيض المتوسط وآفاق الجهوية المتوسطية"، و "التواصل الثقافي المشترك وبناء المتوسط" بمشاركة أساتذة وباحثين من المغرب والجزائروتونس.