خلال حفل تسليم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، الذي أقيم مساء الاثنين بأحد فنادق العاصمة، شدد وزير الاتصال خالد الناصري على أهمية اضطلاع قطاع الصحافة والإعلام بدوره كاملا في هذه المرحلة الدقيقة من مسار تطور تجربتنا الديمقراطية الغنية والمفتوحة على آفاق رحبة حتى يصبح هذا القطاع فاعلا رئيسيا في التأسيس للعهد الدستوري الجديد. ومن جهته عمم المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية هذا الأسبوع بيانا عبر من خلاله عن أمل المهنيين في أن تضع الحكومة الجديدة حرية الصحافة ضمن أولوياتها، وأن يتضمن التصريح الحكومي التزامات واضحة طبقا لما ينص عليه الدستور الجديد، وذلك عن طريق إصلاح القوانين بالخصوص. وجدد المكتب التنفيذي كذلك مطلب النقابة بوقف المتابعات الجائرة ضد الصحفيين، كما أكد أن الإعلام العمومي في حاجة إلى إصلاح شامل، مبرزا، من جهة أخرى، أن ملف أخلاقيات المهنة والتنظيم الذاتي لها، مبدأ تم إقراره في الدستور الجديد، و يتطلب دعم الحكومة، للمجهودات التي قامت بها كل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية و الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، في حوارها مع السلطات العمومية، خلال السنوات الأخيرة، لإنجاح هذا المشروع. كما نبهت النقابة إلى أن الوضع الاجتماعي للصحافيين، في حاجة إلى عناية متميزة، وإلى توفير المرافق الاجتماعية و دعم مشاريع السكن و النقل و غيرها من الخدمات التي تتمتع بها قطاعات أخرى. وبغض النظر عن أهمية إقدام الحكومة الجديدة على بعث إشارات قوية من البداية تجاه قطاع الصحافة والإعلام، وإدراجه ضمن أولوياتها، وأيضا ضمن التزاماتها على صعيد تعزيز الحريات والتعددية والانفتاح، فان تأهيل مقاولات الصحافة المكتوبة في حاجة أيضا إلى مبادرات جدية وشمولية على المستوى الاقتصادي والمالي والهيكلي، بغاية تقوية المتانة الاقتصادية لصحفنا الوطنية، وجعلها مقاولات حقيقية قادرة على الحياة والتطور وعلى الفعل في الديناميات الديمقراطية والتحديثية للبلاد. وفضلا عما سبق، فان التزام الحكومة الجديدة بمحاربة الريع والفساد والزبونية في الحياة العامة، وتكريس الحكامة الجيدة والشفافية في مختلف القطاعات، يفرض إدراج هذا القطاع أيضا ضمن مستلزمات هذه المنظومة التدبيرية الجديدة، ومن ثم السعي لتنظيم عدد من الميادين ترتبط بتطور قطاع الصحافة في بلادنا، خصوصا ما يتعلق بالإشهار وبوكالات الإشهار، وأيضا بتدخلات أطراف سياسية وسلطوية ولوبيات اقتصادية ومالية بطرق ملتوية وغامضة في القطاع... إن قطاع الصحافة والإعلام اليوم يحتاج إلى فتح ملفات، إما تم الشروع فيها أو أنها لا زالت تنتظر، ويتطلب كذلك إرادة قوية للانخراط مع المهنيين في مبادرات استعجالية، حتى يطمئن الجسم المهني والمقاولات الصحفية على المستقبل، وحتى يكون القطاع فعلا رافدا أساسيا في مسلسل التحديث والتخليق والتنمية. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته