أطلق شيبة محمد الإمام الذي كان يشتغل في المحكمة الابتدائية بمدينة تارودانت، وانتقل إلى محكمة الاستئناف بمدينة العيون(1) موقعا إلكترونيا يسعى من خلاله كما يقول، إلى التعريف بالعالم والمجاهد والولي والمربي والشاعر والأديب الكبير، محمد مصطفى الملقب بالشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الذي لا يحتاج إلى تعريف، لأن المعرف لا يعرف كما قال علماء النحو. وقد ظننت في البداية أن هذا الموقع سوف يضيف جديدا لهذا الرجل الشهم العظيم، الذي أسهم بدور كبير في مقاومة الوجود الأجنبي، وفي الازدهار الثقافي والفكري في الجنوب المغربي بحكم معرفتي الكبيرة به، لاشتغالي على إنتاجه الفكري والثقافي المتنوع منذ ما يقرب من عشرين عاما. حيث سبق لي أن أنجزت أبحاثا ودراسات عن علمه وأدبه وشعره، كما أنجزت أبحاثا ودراسات عن جهاده ومقاومته بالاشتراك مع الأستاذ أحمد بومزكو منذ بداية سنوات التسعينيات من القرن الماضي، في وقت لم يكن فيه شيبة محمد الإمام يعرف شيئا عن شخصيته العلمية والأدبية متعددة المشارب والاهتمامات، ولا عن جهاده الطويل ضد المستعمر الفرنسي في سوس وواد نون وآيت باعمران والصحراء، حيث كان له الفضل في تأخير دخول القوات الفرنسية إلى هذه المناطق حتى سنة أربع وثلاثين وتسعمائة وألف (1934). إلا أن ما أثار اندهاشي وتعجبي واستغرابي، هو أن أغلب ما ورد في هذا الموقع لم يكن سوى نقل حرفي واستنساخ كلي لما جاء في كتابين اثنين هما: الأول: « ديوان الشيخ مربيه ربه» الذي حققته وطبعته وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية بشراكة مع وزارة الثقافة. الثاني: « جهاد الشيخ مربيه ربه ومقاومته للتدخل الأجنبي في الجنوب المغربي بين التنظير والممارسة « الذي ألفته بالاشتراك مع الأستاذ أحمد بومزكو وصدر عن منشورات جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة. ولم يشر صاحب الموقع إلى أي من هذين الكتابين، اللذين لولاهما لما استطاع أن يخط حرفا واحدا في هذا الموقع (2). وهذه سرقة مكشوفة وقرصنة موصوفة تبين غياب الأمانة العلمية، مع أنه يعرف في قرارة نفسه أنه أقدم على هذا العمل الشنيع، عن سابق إصرار وليس عن سهو أو نسيان، مما سيعرضه للمتابعة القضائية، لأنه نقل كتبا أوجلها أو بعضا منها وبثها ونشرها في موقع إلكتروني دون إذن كتابي من صاحبها الذي ألفها، لأن حقوق الملكية الفكرية محفوظة له. ولست أدري هل يعرف ما يترتب عن هذا الفعل أم لا؟ فإن كان يعرف فتلك مصيبة،وإن كان لا يعرف فالمصيبة أعظم. رغم أنه درس القانون الذي لا أدري هل أفاده بشيء أم لا؟ ويشتغل في المحكمة الابتدائية التابعة لوزارة العدل، وهذا يفرض عليه مراعاة حقوق الناس وإحقاقها والمحافظة عليها،لا اقتناصها والتلاعب بها واستغلالها في خدمة المصالح والأغراض . قال أبو حامد الغزالي:» ومصيبتك بجهلك أعظم من كل مصيبة،لكن الجهل مصيبة لا يعرف المصاب بها أنه صاحب مصيبة «. وبمجرد انطلاق هذا الموقع اتصلنا ببعض أبناء عمومته وأبناء عمه، لكي ينبهوه إلى هذا الفعل الشنيع الذي ارتكبه، لعله يتراجع عنه ويقوم بحذف ما نقله من كتبنا. وقد أبدى في البداية موافقته إلا أنه ظل يناور ويتهرب، فمرة يحذف كلمة، ومرة أخرى يحذف سطرا أو عبارة، ويقول إنه حذف ما نقل من كتبنا، مما يبين أن لا رغبة لديه في تصحيح خطئه القبيح،.بل إنه أصبح يقول بأنه حذف ما ورد في كتبنا، وأبقى على مقاطع كتب الشيخ مربيه ربه، لكنه ينسى أو يتناسى أن الذي نقل مقاطع الشيخ مربيه ربه من كتبه المخطوطة، ونقحها وهيأها للقراءة والبحث والدراسة هو أنا والأستاذ أحمد بومزكو، ونحن من وضع فصولا لكل كتاب اشتغلنا عليه، وقمنا بدراسته وتحليله، ولولا هذا الجهد الكبير، الذي قمنا به لما استطاع قراءة سطر واحد في الكتاب المخطوط ، وأحرى تحليله ودراسته. ونفس الشيء يتعلق بيوميات خروج الشيخ مريبه ربه من كردوس إلى طرفاية، فنحن من نقلها من المخطوط إلى المطبوع، وأنفقنا وقتا طويلا في قراءتها وتنقيحها. وكان عليه أن يحيل من باب التوثيق العلمي على كتابنا «جهاد الشيخ مربيه ربه ومقاومته للتدخل الأجنبي في الجنوب المغربي بين التنظير والممارسة»، لأنه المرجع الوحيد الذي وجد فيه دراسة حول كتب الشيخ مربيه ربه، التي تتمحور حول الجهاد والمقاومة، ووجد فيه كذلك قراءة ليومياته، ولكنه وبحكم جهله بمنهجية التوثيق العلمي، لم يشر إلى هذا الكتاب الذي اعتمد عليه في جميع المعلومات المتعلقة بجهاد ومقاومة الشيخ مريبه ربه. وبالنسبة لليوميات فقد أشار بعد تنبيهنا له، إلى أنها توجد في مكتبة الأستاذ الكبير، والعلامة الجليل، الشيخ محمد فاضل بن الشيخ حسن بن الشيخ مربيه ربه، شيخ قبيلة أهل الشيخ ماء العينين، مع أنه لم يزر هذه المكتبة، ولم يحصل على هذه اليوميات، ولم يتعب في قراءتها وتحليلها ودراستها، لأننا نحن من يتوفر عليها، ونحن من زودنا بها الشيخ محمد فاضل بن الشيخ حسن جزاه الله عنا كل خير. وقد أشرنا إلى ذلك في مقدمة الكتاب، وأثناء دراستنا وتحليلنا لها، ونحن أيضا من أطلق عليها اسم اليوميات. أما في الأصل فهي رحلة كتبها الشيخ مربيه ربه سنة خمس وثلاثين وتسعمائة وألف (1935م) بعد خروجه من كردوس في سوس إلى طرفاية، وسماها «رحلة الشيخ مربيه ربه من كردوس إلى طرفاية «. ولو سألنا شيبة محمد الإمام ماذا يقصد بمصطلح اليوميات أو مصطلح الرحلة في الأدب، لما استطاع أن يجيب، ولو سألناه لماذا وظفنا مصطلح اليوميات ولم نوظف مصطلح الرحلة، لوقف صامتا لا يعرف ماذا يقول، ومع ذلك ينقل من كتبنا، ويبث ما ينقل في موقع إلكتروني دون إذن منا، ولا يحيل عليها. ونشير إلى أنه لم يذكر مكتبة الشيخ محمد فاضل بن الشيخ حسن بالاسم، إلا بعد أن نبهناه على ذلك من خلال بعض أبناء عمومته وأبناء عمه الذين اتصلوا به، مما يبين تحامله على أبناء عمه الذين لم يقتصر عليهم وحدهم بل تجاوزهم إلى أعمامه. فقد حذف عبارة «مكتبة الأستاذ ماء العينين علي بن الشيخ مربيه ربه « (3)، الذي زودنا رحمه الله في بداية سنوات التسعينيات من القرن الماضي، بكتب والده المخطوطة التي ألفها في الفترة التي كان يجاهد فيها، وقمنا بدراستها وتحليلها، وأشرنا إلى المكتبة التي توجد فيها من باب الأمانة العلمية، ونشرنا بحثنا حول هذه الكتب سنة أربع وتسعين وتسعمائة وألف (1994م)، في وقت لم يكن فيه شيبة محمد الإمام يعرف من هو الشيخ مربيه ربه، وأحرى أن يقوم بدراسة وتحليل لكتبه ووثائقه ورسائله وربطها بسياقها التاريخي. بل إن أغلب ما ورد في هذا الموقع، من قصائد شعرية، ووثائق تاريخية، يوجد في هذه المكتبة ولكنه لم يذكرها بالاسم. ومادام لا يريد ذكرها وذكر صاحبها فهذا شيء يعنيه، لكن عليه أن لا يستشهد في هذا الموقع بما فيها. أما أن يستشهد بما فيها ولا يذكرها، فهذا هو الجحود والإنكار والتناقض والنفاق والسرقة. مع أن هذه المكتبة ليست في حاجة إلى أن يذكرها هو ولا غيره ممن لا يعرفونها، ولا يعرفون مؤسسها، والإنسان عدو ما يجهل. فهذه المكتبة هي الوحيدة في الجنوب المغربي التي أسدت خدمات لا تعد ولا تحصى لثقافة الصحراء، منذ بداية سنوات السبعينيات من القرن الماضي، فقد فتحها مؤسسها ورائدها لعدد كبير من الباحثين والدارسين والمهتمين، ولم يفتحها للانتهازيين والجاحدين، وكانوا يترددون عليها ويزورونها، ويستفيدون من كتبها ومخطوطاتها ورسائلها ووثائقها، ولا تكاد تجد بحثا عن الصحراء وثقافتها وتاريخها، إلا ووجدت فيه اسم هذه المكتبة واسم صاحبها، لأن الأساتذة الباحثين الذين زاروها، واستفادوا منها وزودهم مؤسسها بما يحتاجونه من كتب ومخطوطات ووثائق ورسائل، كانوا يحيلون في دراساتهم وأبحاثهم عليها، لأن التوثيق العلمي يفرض ذلك، ويسدون الشكر لصاحبها، وينطبق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم «من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تستطيعوا فادعوا له». وحتى عندما انتقل من مدينة طانطان إلى مدينة أكادير، ورغم ظروفه الصحية القاهرة، ظل رحمه الله يزود الباحثين والدارسين، بما يحتاجونه من كتب ومخطوطات وأشعار وأراجيز. وكلما تصفحنا بحثا جامعيا عن الصحراء إلا ووجدنا اسمه واسم مكتبته، في الوقت الذي كان فيه كثير ممن يملكون الوثائق والمخطوطات يبخلون بها. وهؤلاء هم الذين قال عنهم العلامة عبد الله كنون «بأنهم مصيبة العلم في هذا القطر»، لأنهم لا يدركون معنى البحث، ولا الأهداف النبيلة المتوخاة منه، ولا الشعور بما يفرضه من تعاون وتآزر. وقد أشاد عدد كبير من المهتمين والدارسين بدور الأستاذ ماء العينين علي بن الشيخ مربيه ربه، في خدمة تراث الصحراء العلمي والأدبي والفكري، وجمعه وتوثيقه والمحافظة عليه، وتزويد الطلبة والأساتذة والباحثين به للاشتغال عليه، سواء بالدراسة والتحليل أو بالجمع والتحقيق. يقول الأستاذ ماء العينين محمد الأغظف بن الشيخ أبوبكر بن الشيخ مربيه ربه: «إن الأستاذ ماء العينين علي كان من النجباء، قلمه معلق بين الأنامل، حذوه القرطاس، يكتب ويدون ويقرظ ويفكر، إنه بحق فريد عصره والمشارك في كل العلوم. زخرت مكتبته بكل نفيس من الفنون، وثمرات المطابع، واستطاع بمجهوده الخاص أن ينتقل في البوادي والحواضر، باحثا ومنقبا ومفتشا ودارسا فوجد ضالته. ساعد الطلاب بفتح خزانته، وأعطاهم من المعين الذي لا ينضب ما لا مثيل له، وأنفق من الصبر الجميل ما لا يوصف، لإيجاد هذا الرصين من النفائس، فحق لنا أن نغترف مما ترك ونهتدي بدلالاته. ولا نبالغ إذا قلنا إنه فاز بموقعه الفاعل في مجتمعه بنجاح، وسعى إلى تحقيق هذه الشنشنة المحمودة، فحقق الفضائل في جميع المناحي الحياتية، وكان شاهد هذا العصر، وأحد شخصياته الكبار، فحاز احترام الجميع عن جدارة واستحقاق». إنها كلمة حق ينطق بها باحث ودارس ومهتم وأستاذ وعارف متمكن، لا يعرف الحسد طريقا إلى قلبه، ولا الحقد سبيلا إلى نفسه. وشيبة محمد الإمام صاحب هذه الزلة الكبيرة، سبق أن زار هذه المكتبة، وزودته بعدد كبير من الأشعار والأراجيز والأحزاب والوثائق والرسائل الموجودة فيها، ولكنه تنكر لذلك ولم يشر إليه، وتلك صفة من لا يعترف بالجميل ولا يرده ولا يشكر أهله، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «إن أشكر الناس لله تعالى أشكرهم للناس». وهذا ما لم يفعله شيبة محمد الإمام. بل إنني زودته بوثيقة تاريخية نادرة للشيخ مربيه ربه، وطلبت منه أن لا يكشفها أو يبينها ووعدني بذلك، لكنه خان الأمانة وكشف بعضا منها، وهذه سمة من سمات المنافقين، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان»، وشيبة محمد الإمام أخبرني بأنه سيحافظ على هذه الوثيقة ولن يكشفها فكذب علي، ووعدني بذلك فأخلف وعده، وائتمنته عليها فخان الأمانة. ولم يقتصر في هذا الموقع على ما في كتبنا من معلومات وأفكار وتحاليل، بل نقل المراجع التي اعتمدنا عليها كاملة وأثبتناها في كتابنا «جهاد الشيخ مربيه ربه «، وهي المراجع التي لم يسبق له أن رآها بعينيه إن كان يرى وخاصة المراجع الأجنبية، وأحرى ترجمتها وتحليلها ودراستها، وأنا أتحداه أن يأتيني بمرجع واحد من تلك المراجع الأجنبية مثلا، ويعطيني نظرة موجزة عن مضامينه ومحتوياته. وإذا كان كما يدعي يهدف إلى التعريف بالشيخ مربيه ربه، فإنه قد أساء إليه، لأن هذا الشيخ الجليل والعلامة الكبير، لا يقبل أن يعرف به من يتنكر لجهود الآخرين، ولأبحاثهم ودراساتهم التي تخضع جميعا لشروط البحث العلمي. وهو نفسه في كتبه المتنوعة والمتعددة في مختلف العلوم لا يستدل بقولة إلا ونسبها لصاحبها، أو للكتاب الذي اقتبسها منه، مما يعبر عن مكانته العلمية الكبيرة، وعن وعيه بأهمية التوثيق العلمي، الذي يعد ركنا أساسيا من أركان البحث العلمي. وبدلا من أن يفتخر شيبة محمد الإمام بديوان الشيخ مربيه ربه ويعتز به، لأنه حقق وطبع وقدم له الدكتور أحمد أبو القاسم، وأصبح في متناول الباحثين والدارسين، والفضل في ذلك يعود لمحققه، إذا به يجحد هذا العمل ويتنكر له. وبدلا من أن يفتخر ويعتز بالكتاب الذي ألفته أنا والأستاذ أحمد بومزكو الخبير في تاريخ سوس، وقدم له أستاذ آخر لا يقل خبرة عنه في تاريخ المنطقة هو الدكتور شفيق أرفاك، ويرسل تحية إكبار وإجلال إلينا جميعا، لأننا قدمنا عملا بينا فيه جوانب من مقاومة الشيخ مربيه ربه ظلت غائبة، ولحقها حيف كبير من لدن الباحثين والمؤرخين والدارسين، ويجزي لنا الشكر، إذا به يجحد ذلك كله ويتنكر له، وفي ذلك تنكر لمقاومة الشيخ مربيه ربه لأنه هو محور الكتاب. ومقاومته هي التي قادتنا جميعا إلى الكتابة عنه، ومن خلاله الكتابة عن تاريخ سوس وتاريخ الجنوب المغربي. في وقت لم يستطع فيه بعض من أبناء عمنا وأبناء عمومتنا الذين سبقونا في الدراسة، الكتابة عن سيرته وأدبه وعلمه وجهاده ومقاومته رغم الإمكانيات الكبيرة التي يتوفرون عليها، من منابر إعلامية ومجلات وطنية وصحف يومية وأحزاب سياسية. وعندما بدأنا الكتابة في بداية سنوات التسعينيات من القرن الماضي، وبدأنا ننشر ما نكتب للتعريف به، واجهونا بالحقد والغيرة والحسد وأطلقوا علينا الكثير من الدعايات الكاذبة، ومازالوا يقودون ضدنا هذه المعركة الخاسرة الجبانة، التي من أوجهها سرقة أبحاثنا ودراساتنا وكتبنا وبثها في موقع إلكتروني. فلا هم كتبوا عن الشيخ مربيه ربه ولا تركوا من يكتب عنه. بل إن منهم من كان يوجد في مدينة الرباط، في اليوم الذي ناقشت فيه أطروحة الدكتوراه حول شخصية الشيخ مربيه ربه، ولم يحضرها حسدا وغيظا وحقدا، واليوم يتشدقون ويتبجحون بالدفاع عن الشيخ مربيه ربه .وهؤلاء هم الذين ينطبق عليهم قول الشاعر محمود سامي البارودي: لكنني بين قوم لا خلاق لهم إن عاقدوا غدروا أو عاشروا دهنوا يخفون من حسد ما في نفوسهم ويظهرون خداعا غير ما بطنوا طواهم الغل طي الحقد وانتشرت بالغدر بينهم الأحقاد والدمن ومادام شيبة محمد الإمام لا يرغب في أن يذكرنا، أو يشير إلى كتبنا فهذا من حقه إذا أراد، ولسنا في حاجة إلى أن يذكرنا ، بل إنه لا يشرفنا أن نذكر في هذا الموقع السخيف الركيك ، ولكن عليه أن لا ينقل ما سبق أن كتبناه ونشرناه في كتبنا، بل عليه أن يدخل إذا استطاع غمار البحث والتنقيب والكتابة، ويكتب عن الشيخ مربيه ربه ويأتي بالجديد، أما أن يطرح ما كتبناه كما هو في الموقع، ولا يذكر أسماءنا ولا كتبنا، ولا يشير إلى جهدنا الكبير الذي بذلناه، فهذا هو الجحود والإنكار والتناقض والسرقة. فما هو السبب الذي جعله يقدم على هذا العمل الشنيع؟ هل هو الحسد والغيرة؟ أم العداء لكل من يكتب عن الشيخ مربيه ربه؟ أم أنه يريد أن يستفرد بالشيخ مربيه ربه وحده دون غيره بالاعتماد على جهود الآخرين وأعمالهم؟ أم أن هناك من أمره بالإقدام على هذا العمل والتنكر للآخرين ولأعمالهم، الذين شرفوا الشيخ مربيه ربه وأسرته وقبيلته وتشرفوا بالكتابة عنه؟ لاشك أن هناك أسبابا متعددة، إلا أن السبب الرئيسي هو الحسد والغيرة. وهذا شرف لنا فلا يحسد إلا أهل الفضل الذين يملكون ما يحسدون عليه. قال تعالى: «أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله «. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن لنعم الله أعداء، قيل وما أولئك، قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله «. وقال صلى الله عليه وسلم: «كل ذي نعمة محسود». وقال الشاعر عبد الرحيم البرعي: مازال يحسدني دهري على نعمي والحر ما عاش لا يخلو من الحسد وقال شاعر آخر: لامات أعداؤك بل خلدوا حتى يرو منك الذي يكمد لازلت محسودا على نعمة فإنما الكامل من يحسد. هكذا يكون شيبة محمد الإمام قد جمع بين النقل والتحريف والجحود والإنكار والحسد، فهل من يقوم بمثل هذا العمل المشين، هو الذي يريد أن يعرف بالشيخ مربيه ربه؟ وهل من يتحامل على أبنائه وأحفاده يكون بذلك قد أسدى خدمات له؟. وفي الأخير أقول بأن هذا الموقع لم يضف أي جديد لشخصية الشيخ مربيه ربه، بقدر ما هو نقل واستنساخ وقرصنة،.بل إن هذا الموقع لا يشرف الشيخ مربيه ربه لأسباب متعددة منها: أولا: أن شيبة محمد الإمام لا علاقة له بالأبحاث والدراسات سواء كانت تاريخية أو أدبية، ولم يسبق له أن كتب في هذا المجال، والكتابة فيه ليست بالشيء الهين لأنها تتطلب عتادا معرفيا كبيرا، وبحثا وتنقيبا وهذا ما لا يتوفر فيه. ثانيا: هذا الموقع مليء بالأساليب الركيكة، والأخطاء اللغوية الكثيرة، والمعلومات الخاطئة، والكلمات السوقية، كقوله: - وضع لطريقته منهاجا قائم من أجل تنوير الدرب. - مما اضطرت معه فرنسا على عقد مؤتمرا كبيرا. - بل مكانهم الحقيقي دائما وأبدا مزبلة التاريخ. هكذا علمنا التاريخ. ويبدو أنه لم يتعلم من التاريخ إلا هذه الأشياء. بالإضافة إلى تحريف أسماء بعض القبائل المغربية المجاهدة والمقاومة كقوله «آيت جناش»، مع أنه لا وجود لقبيلة في المغرب بهذا الاسم، اللهم إن كان لها وجود في مخيلته أو خياله. والمقصود طبعا هي قبيلة آيت خباش المجاهدة التي يجهلها ويجهل تاريخها ومقاومتها، والتي انتقلت من شرق المغرب إلى سوس، والتحقت بحركة الشيخ مربيه ربه بقيادة المجاهد والمقاوم الكبير محمد بلقاسم النكادي. وهذا كله لا يشرف عالما كبيرا ونحريرا لغويا شهيرا كالشيخ مربيه ربه. وكان عليه أن يستشير من هم أكثر منه معرفة باللغة، حتى لا يقع في هذه المزالق والأخطاء، التي لا تليق بمن ينحدر من الشيخ مربيه ربه حتى لا يسيء إليه، ومن قبيلة علمية كبيرة مجاهدة شريفة أصيلة هي قبيلة آل الشيخ ماء العينين، التي أثرت المكتبة المغربية والعربية والإسلامية، وأسهمت بدور كبير في نهضة الفكر والعلم والأدب في الجنوب المغربي، وامتد إشعاعها إلى المناطق الشمالية، وإلى عدد كبير من البلدان الإفريقية والعربية والإسلامية. هكذا ففي الوقت الذي تتحد فيه الأمم والشعوب والقبائل والأقارب والأباعد، والأسر والعائلات والإخوة والأخوات وأبناء العم والعمات وأبناء الخالة والخالات، يظهر فينا نحن من يفسد فينا ويسفك الدماء، وليس هناك فساد أكبر من التزوير وإنكار جهود الغير. وختاما أقول لشيبة محمد الإمام ما قاله شيخنا الشيخ ماء العينين لسيدي محمد الدرباكي، عندما أخبره أن هناك من يدعي العلم والمعرفة وهو جاهل لا يعرف شيئا، في حين أن العالم الذي يعرف يبقى صامتا لا يتكلم. فأجابه رضي الله عنه وأرضاه بقوله: «إن القلة إذا كانت فارغة تكلمت، وإذا عمرت وامتلأت سكتت». إحالات: -1 أورد في الموقع الذي أطلقه عنوان المحكمة الابتدائية بمدينة تارودانت. -2 اعتمد كذلك على كتاب لويس كرانجان «عائلة ماء العينين الشهيرة» الذي ترجمه الدكتور ماء العينين الجيه بن الشيخ محمد بن الشيخ الجيه بن شيخنا الشيخ ماء العينين ونقل منه كثيرا من المعلومات ولكنه لم يشر إليه في الموقع ولا إلى مترجمه. -3 نقل من كتابنا «جهاد الشيخ مربيه ربه ومقاومته للتدخل الأجنبي في الجنوب المغربي بين التنظير والممارسة «كل شيء إلا هذه العبارة «مكتبة ماء العينين علي بن الشيخ مربيه ربه».