تعززت الكتابات التاريخية والتوثيقية المتعلقة بمجال مدينة تيزنيت وأحوازها كمجال حضاري يعود اٍلى ألالاف السنين ،بصدور كتاب لأحد أبناء المنطقة وهو الأستاذ جامع بنيدير أحد طلبة الفيلسوف المصري المعروف زكرياء اٍبراهيم الذي عمل أستاذا بشعبة الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط في نهاية الستينات من القرن الماضي،والكتاب الصادر يحمل عنوان :أكلو البحر والعين وسيدي وكاك قام بتقديمه الأستاذ عمر أفا. ويتمحور الكتاب حول بلدة أكلو منطلق الدولة المرابطية بالمغرب قبل حوالي ألف عام،وقد قام المؤلف بمقاربة تاريخية وطبيعية وأنتروبولوجيا وسوسوسيولوجية لساكنة المنطقة التي ارتبطت بساحل أكلو الذي كان مرفأ بحريا قديما لعب أدوارا سياسية واقتصادية في تاريخ المنطقة،كما قارب المؤلف أيضا عين أكلو التي سهلت الاستقرار البشري مند زمن بعيد.وتجدر الإشارة إلى أن المجال الحضاري لتيزنيت يعاني تهميشا ممنهجا من الجهات الرسمية في أيامنا هذه على مختلف المستويات،لكن بالمقابل يحظى باهتمام غير مسبوق من طرف الباحثين والمهتمين من أبناء المنطقة ومن خارجها،لما شكله هذا المجال تاريخيا كمنطلق لأهم الدول التي حكمت شمال أفريقيا والمغرب ،من حركة المرابطين التي انتلقت من رباط أكلو بزعامة عبد الله بن ياسين،وكذا ارتباط المجال التيزنيتي بالموحدين الذين تأثر زعيمهم المهدي بن تومرت بالرباط الوكاكي بتيزنيت (للمزيد من التفاصيل يمكن الاطلاع على الكتاب الأخير للأستاذ الحسين أسكان حول الدولة والمجتمع في العصر الموحدي)،كما كان للمجال التيزنيتي أدوار طلائعية في تقلبات السعديين والسملاليين والعلويين(للمزيد من التفاصيل يمكن الاطلاع على كتاب اٍيليغ قديما وحديثا لمحمد المختار السوسي).وفي نفس الصدد صدرت مجموعة من الكتب والمؤلفات توثق للإشعاع الحضاري للمجال التيزنيتي أهمها:،سهل تيزنيت (أندري ريبول 1918)،روضة الأفنان (محمد الاكراري 1920)،اٍيليغ قديما وحديثا والمعسول(محمد المختار السوسي 1966)تاريخ مدينة تيزنيت(جاك كيبير 1978)،أسوار المدن العتيقة(مجموعة من المؤلفين 1989)،تيزنيت وباديتها(مجموعة من المؤلفين 1996)،التنمية المجالية بتيزنيت(مجموعة من المؤلفين 2006)،جهاد الشيخ مربه ربه بمنطقة تيزنيت(ماء العينين النعمة علي وأحمد بومزكو 2008)،تيزنيت الذاكرة الجماعية(مجموعة من المؤلفين 2009)،تزنيت ملتقى وتعايش الثقافات(مجموعة من المؤلفين 2010)،بالإضافة إلى مجموعة من كتابات السوسيولوجي بول باسكون حول المنطقة التي وجدها تربة خصبة لدراسة مجموعة من الظواهر،كما توجد قيد الطبع مؤلفات أخرى غنية حول المنطقة لمجموعة من الباحثين المرموقين. بقلم الباحث أحمد الخنبوبي