أضاع فريق الوداد فرصة ثمينة بانهزامه أمام خصمه الترجي التونسي، وفشل في انتزاع كأس عصبة الأبطال الإفريقية باعتماد أسلوب سلبي في مبارتي الدارالبيضاءورادس. والغريب أن المدرب السويسري ميشيل دوكاستيل فكر أكثر في تفادي الهزيمة بنهج دفاعي صرف رتب فيه أربعة لاعبين في الدفاع وخمسة في الوسط ومهاجم واحد (فابريس أونداما) الذي بقي معزولا وسط مدافعي الترجي يتناوبون ويتكثلون في حراسته وسجنه. ولم يتمكن السيد المدرب من إيجاد الحل المناسب في المبارتين. في الدارالبيضاء، كان دوكاستيل شاردا، ولم يدرك ما يتوفر عليه الوداد من طاقات، لم يغامر، لم يبادر، سكنه الخوف من الهزيمة، وساعد بذلك خصمه نبيل معلول على بلوغ الهدف المتمثل في كسب الرهان، البحث عن الفوز أو التعادل وإرجاء الحسم الى ملعب رادس. وهناك أيضا لم يتحرك المدرب دوكاستيل لإحداث التغيير إلا في الدقائق الأخيرة، وكان آنذاك فريق الترجي قد سجل هدفه (الدقيقة 21) وزاد في تحصين الدفاع مع اعتماد حملات خاطفة ، ولم يعان الوداد في حراسة المرمى، حيث ظهر الحارس البديل ياسين بونو في مستوى محترم، وحتى الهدف الذي استقبل كان وراءه دفاع هش. وليس غريبا أن يتألق «بونو» لأنه دولي تدرج عبر منتخبات الفتيان، الشبان والأمل. إنها فرصة أخرى تضيع للوداد بسبب سوء التدبير التقني والطاكتيكي وغياب الانضباط لدى بعض اللاعبين، فهل يقرأ مسؤولو الوداد ما أفرزته المحطة في الدارالبيضاء وفي رادس للوقوف على مكامن الخلل وتفادي تكرار الفشل. وقال الدولي السابق رشيد الداودي: «...لقد أضعنا المباراة في شوطيها ذهابا وإيابا بالطريقة الدفاعية التي اعتمدها الفريق. لم أفهم لماذا اختار المدرب تركيبة بشرية بثمانية مدافعين ومهاجم واحد هو «فابريس أونداما» الذي بقي وحيدا في مقدمة الهجوم يصارع مدافعي الترجي. ولاحظنا كيف تحرك فريق الوداد بإشراك اللاعبين سكومة- القديوي وباسكال، لكن جاء التغيير متأخرا، وحتى فريق الترجي التونسي لم يكن قويا وبارزا في اللقاء مما جعل الوداد قادرا على هزمه لو اعتمد التركيبة المناسبة. أما بالنسبة لحراسة المرمى وغياب ناذر لمياغري بسبب الإصابة، لاحظنا كيف كان «ياسين بونو: في مستوى المسؤولية وسجل حضورا مميزا وواعدا رغم عدم مشاركته في مباريات من قبل. المدرب دوكاستيل مسؤول عن نهجه، وهو الذي اعتمد الأسلوب الدفاعي الصرف في المبارتين وجعل لقاء الإياب بمدينة رادس صورة طبق الأصل للقاء الدارالبيضاء، تعذر عليه التغيير وفكر أكثر في تفادي الهزيمة في لقاء نهائي يفرض البحث عن الفوز بتسجيل الأهداف عبر الهجوم. لقد أضعنا فرصة تاريخية وتابع الجميع أسباب الإخفاق...» أما المدرب حمادي حميدوش فقد صرح حول المباراة قائلا: «...لقد عودتنا لقاءات كرة القدم المغربية والتونسية على القوة والندية والصراع على مستوى الفرق والمنتخبات، وهذه اللقاءات تجسد ديربيات مغاربية. المدرب «دوكاستيل» ظهر خائفا واعتمد حسابات لم تكن صائبة. اعتقد أنه كان على الوداد أن ينسى مباراة الدارالبيضاء، ويعتبر أن المحطة فيها مباراة واحدة حاسمة وفاصلة تفرض التفكير والتركيز على مساحتها الزمنية وظروفها مع البحث عن الفوز. وكان بإمكان الوداد اعتماد الهجوم أكثر في حملات مبنية وخاطفة لكن المدرب فضل طاكتيكا خجولا ساعد الفريق التونسي على تنفيذ خطته وتحرر لاعبوه أكثر من الضغط عند طرد اللاعب «مراد لمسن» إثر ارتكاب خطأ، هذا الطرد زاد من متاعب الوداد، وحتى المبادرات المتمثلة في التغييرات جاءت متأخرة وفي زمن أصبح فيه الفريق التونسي متحكما في زمام اللقاء، ويضغط أكثر من أجل الحفاظ على هدف السبق. فريق الترجي قوي في ملعبه والفوز عليه يتطلب تحضيرا جيدا وأسلوبا ناجعا يعتمده فريق جماعي متكامل. متأسف لما حدث في هذه المحطة، وتبقى الوداد قوية لكن ينبغي قراءة اللقاءين جيدا لمواجهة المحطات القادمة بمستوى أحسن. لقاء «رادس» على غرار الدارالبيضاء كانت فيه جزئيات هي أساس الفوز...».