أكد مهنيون دوليون مشاركون في الدورة 32 لسوق السفر العالمي، الذي أقيم بلندن إلى غاية أول أمس الأربعاء أن المغرب، علاوة على موقعه الاستراتيجي على بوابة أوروبا والاستقرار السياسي الذي ينعم به، فإنه يتميز كوجهة أساسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكشف المشاركون في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن وجهة المغرب أبانت عن صمود ملحوظ في ظل مناخ دولي يتسم بأزمة مالية حادة منذ عقود والتي لازالت انعكاساتها بادية، فضلا عن انعدام الاستقرار السياسي بالعديد من البلدان بمنطقة مينا. وفضلا عن كونه ظل بمنآى عن الانعكاسات السلبية لهاتين الوضعيتين اللتين ميزتا الشهرين الماضيين، احتفظ القطاع السياحي المغربي، على العكس من ذلك، بجاذبيته لدى السياح البريطانيين الذين سجلت نسبة توافدهم نموا ملحوظا بواقع 8 ،7 في المائة خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2010 . وفي هذا السياق، أكد المدير التجاري للشركة البريطانية طوماس كوك، وهي أكبر مجموعة سياحية بالمملكة المتحدة «لم نسجل أي تراجع في حجوزات زبنائنا المتوجهين إلى المغرب». ويرى هذا المسؤول أن المغرب يتموقع «كوجهة أساسية» بمنطقة مينا، مما خوله «مكانة مميزة» ضمن استراتيجية المجموعة البريطانية خلال السنة الجارية، وهي مكانة «ستتعزز أكثر خلال 2012». ويرى مهنيو القطاع أن البنى التحتية السياحية التي تم إرساؤها منذ سنوات والتي تعززت بالمشاريع الرائدة التي تم إنجازها في إطار رؤية 2010، ثم رؤية 2020، كانت بمثابة اختيار صائب وعمل ناجع لمواكبة المزايا الطبيعية والثقافية التي يزخر بها المغرب. وأشار كريس ماك هوغو، مختص في وجهة المغرب منذ نحو 20 سنة، إلى أن مزايا سياسة السماء المفتوحة، التي اعتبرها أحد مفاتيح نجاح السياحة المغربية، على اعتبار أنها رفعت بشكل ملحوظ من مستوى الولوج إلى المغرب انطلاقا من أوروبا، باعتبارها أول مصدر للسياح بالعالم. من جهته، أكد جيس كلارك، المدير العام للقطاع الدولي للمبيعات ب»تي أو إي»، ثاني أكبر مجموعة سياحية بأوربا، أن اختيارات المغرب في هذا القطاع أتت أكلها، مما جعل المغرب يتصدر قائمة الوجهات المفضلة أكثر بشمال إفريقيا. ولدى رده على سؤال حول تأثير الأزمة المالية بأوربا وانعدام الاستقرار السياسي بجوار المغرب على القطاع السياسي، أشار المسؤول إلى «الصمود الملحوظ» للقطاع، موضحا، في هذا السياق، أن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقهى أركانة بمراكش لم يكن له سوى تأثير «عابر» على السوق السياحية «على الرغم من شتاء صعب نوعا ما وتراجع طفيف غداة هذا الاعتداء، حيث انتعشت السوق بشكل سريع لتأخذ مجراها الطبيعي».