تعيش الثانوية التأهيلية النجد التابعة لمديرية وزارة التربية الوطنية بالجديدة وضعا كارثيا بسبب الاكتظاظ الذي تئن تحت وطأته كل المستويات الدراسية والذي يعيق العملية التعليمية التعلمية، مما يكون له أثرا سلبيا على التحصيل العلمي بالنسبة للمتعلمين . ويساهم في مشكل الاكتظاظ المؤرق سواء بالنسبة للإدارة أو الأساتذة وحتى التلاميذ أنفسهم غياب مؤسسات تعليمية كافية لاحتواء الأعداد الهائلة للتلاميذ الوافدين على ثانوية النجد وعدم فصل المؤسستين عن بعضهما، إذ تحتوي بناية واحدة على سلكين تعليمين ( إعدادي وثانوي). ويزيد الشكل الهندسي للمؤسسة المشيدة على مساحة أرضية ضيقة من تفاقم الوضع أمام تواجد أكثر من 2000 تلميذ داخل هذا الفضاء الضيق، المتسم بازدحام ملحوظ، والذي يستعصي معه تنظيم التلاميذ بشكل سلس أثناء الدخول وفترة المغادرة، الأمر الذي يؤدي إلى انفلات أمني داخل أسوار هذه المؤسسة التي باتت نقطة سوداء داخل الإقليم بالنظر للأحداث المأساوية التي عاشتها، كان آخرها وفاة تلميذ على يد زميله طعنا بواسطة "طورنفيس" على مستوى الرأس. ويطالب أباء وأولياء التلاميذ الجهات المسؤولة جهويا ومحليا قصد التدخل العاجل لحل مشكل الاكتظاظ من أجل ضمان عملية تعليمية تعلمية ذات جودة ومردودية، لاسيما، وأن هذا المشكل القائم منذ سنوات يضرب في العمق شعار الجودة الذي تتبناه وزراة التربية الوطنية . وباتت ثانوية النجد التأهيلية تعرف كل موسم تأخرا في انطلاق عملية التدريس بالنظر لكل العوامل المعيقة، كونها المؤسسة الوحيدة المتواجدة بعدة أحياء آهلة بالسكان والتي تعرف تواجد أكثر من 10 مدارس خصوصية تشكل رافدا للمؤسسة الوحيدة، زد على ذلك عدم تدبير الخريطة المدرسية بشكلة معقلن يراعي قلة المؤسسات العمومية بهذه الأحياء، الأمر الذي يضع ألطاقم الإداري في ورطة حقيقة أمام طلبات التسجيل الكثيرة الوافدة على الثانوية . وإلى جانب ذلك تعاني المؤسسة من قلة الأعوان الساهرين على تنظيم عملية الدخول والخروج وانعدام تواجد الأمن الخاص، علما، أن المؤسسة تتواجد في خلاء بعيدا عن الأحياء الأمر الذي يعرض حياة التلاميذ والتلميذات على الخصوص للخطر . وسبق لجمعية الآباء وجمعيات المجتمع المدني أن تقدمت بطلبات متكررة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجديدة والرامية إلى ضرورة تدخل الجهات المسؤولة على تدبير قطاع التربية الوطنية بالإقليم من أجل فصل سلك الإعدادي عن الثانوي، مقترحين تحويل سلك الثانوي إلى مدرسة عبدالله بن الشرفي التي تتوفر على بنية كافية لاحتواء تلاميذ الثانوي، في انتظار إحداث مؤسسات تعليمية تستوعب تزايد النمو الديموغرافي المطرد بهذه الأحياء.