«بلطجية» يحرقون سيارتين لشرف الدين زين العابدين مرشح حزب التقدم والاشتراكية للانتخابات التشريعية ويفرون على متن سيارة «لاندروفير» المواطنون يتظاهرون تنديدا بالاعتداء الإجرامي وفعاليات المجتمع المدني وشباب 20 فبراير في مسيرة تدعو الداخلية لضمان حق الجميع في الترشيح والتصويت نظم سكان مدينة الداخلة، زوال أول أمس، مسيرة احتجاجية انطلقت من منزل عامل المدينة وطافت الشوارع والأزقة المحاذية لمنزل شرف الدين زين العابدين مرشح حزب التقدم والاشتراكية، الذي تعرضت ممتلكاته للإحراق من قبل مجهولين. ومباشرة بعد هذه المسيرة، وفي حدود الساعة الرابعة بعد الزوال، نظمت فعاليات المجتمع المدني وشباب حركة 20 فبراير وقفة بزنقة مشرع كليلة بمدينة طانطان، رفعت شعارات منددة بالأسلوب الإجرامي الذي اختاره البعض منهجا لثني مرشح حزب التقدم والاشتراكية عن خوض الاستحقاق القادم في جو من المنافسة الشريفة، ومنبهة السلطات الأمنية والسلطات المحلية، وعلى رأسها عامل الإقليم، إلى ضرورة التدخل الآني والحازم للوقوف على الجهة أو الجهات التي كانت وراء هذا العمل الإجرامي، وللإعلان الصريح عن موقف محايد يضع كل المرشحين على كفة واحدة تجنبا لاعتداءات جديدة. وقال شرف الدين زين العابدين مرشح حزب التقدم والاشتراكية، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن شهود عيان عاينوا الاعتداء الإجرامي الذي وقع، ولولا تواجدهم لأدى هذا الاعتداء إلى كارثة كانت ستطال منزل عامل طانطان المتواجد على بعد 20 مترا من مكان الحادث. في حدود الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم السبت الماضي، يقول شرف الدين زين العابدين، شاهد مجموعة من المواطنين الذين كانوا متوجهين إلى المسجد لصلاة الفجر سيارة من نوع «لاندروفير» تتوقف قرب منزله، ترجل منها شخص واحد قام بإفراغ قارورة كبيرة من البنزين على سيارته الأولى قبل إحراقها بالكامل، وبعد أن شرع في صب قارورة ثانية على السيارة المركونة وراءها انتبه إلى وجود مواطنين يقتربون منه، فامتطى السيارة التي كان شخص آخر وراء مقودها ليلوذ الإثنان بالفرار. ولولا فطنة المواطنين الذين سارعوا إلى احتواء النيران التي بدأت تلتهم مقدمة السيارة الثانية، يقول مرشح حزب التقدم والاشتراكية، لامتدت ألسنة اللهب إلى السيارات الأخرى التي كانت مركونة على رصيف يمتد إلى غاية منزل عامل الإقليم، غير بعيد عن الشارع الرئيسي، بالحي الجديد للمدينة. وقد خلفت الضوضاء والجلبة رعبا في صفوف المواطنين الذين استيقظوا على مشهد لم يألفوه من قبل، كما خلف حالة استنفار أمنية بمدينة طانطان بعد أن انتقلت مصالح الشرطة فورا إلى عين المكان لمعاينة عملية التخريب، وتم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة لتحديد ملابسات الحادثة التي أكد شرف الدين زين العابدين أن لها طابعا سياسيا، مكتفيا بالقول إن «البحث عن الجهة المعتدية وتقديمها في أقرب وقت للعدالة ضمانا لأمن المواطنين والمرشحين للاستحقاقات التشريعية هو مطلب مستعجل لحزب التقدم والاشتراكية». هذا وفور علمها بالخبر، أصدرت الأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية بلاغا، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، يدين الحادث ويصفه ب»الفعل المشين» الذي يستهدف النيل من إرادة ومن عزيمة مناضليه، ويدعو السلطات الأمنية إلى «فتح تحقيق جدي ومسؤول، للكشف عن الجهات التي تقف وراء هذا العمل الإجرامي». كما أعلن البلاغ ذاته أن حزب التقدم والاشتراكية سيتخذ كل الخطوات المسطرية على مستوى المتابعة القضائية، مؤكدا أن شرف الدين زين العابدين مرشح حزب التقدم والاشتراكية، بإقليم طانطان، «عازم بكل شجاعة وبسالة على المضي قدما في خياره، متشبثا بحزبه، وأن ما تعرض له زاده إصرارا على خوض غمار المعركة الانتخابية المرتقبة بكل ثقة». (أنظر نص البلاغ جانبه). وهو ما شدد عليه مسؤول لحزب التقدم والاشتراكية بالجهة الجنوبية الذي أكد الطابع السياسي لهذا الاعتداء الذي «لن يثني الحزب ومناضليه عن مواصلة التعبئة من أجل خوض الانتخابات التشريعية التي قدم لها الحزب خيرة المناضلين الأكفاء العارفين بهموم المواطنين ومشاكلهم وتطلعاتهم». وحول الجهة أو الجهات التي كانت وراء هذا الفعل الإجرامي الذي كاد أن يتسبب في كارثة بالحي الجديد لمدينة طانطان، قال المسؤول الحزبي «إن دور مناضلي حزب التقدم والاشتراكية ليس هو توجيه الاتهامات. فذاك أسلوب يدخل ضمن اختصاصات السلطات الأمنية والمحلية للمدينة التي تتوفر على ما يكفي من المعلومات عن طانطان وعن أهاليها، وتعرف جيدا كل صغيرة وكبيرة عن المرشحين للانتخابات التشريعية، مثلما تتوفر اليوم على سجل البلطجية الذين بدأوا في تطبيق مخططات معدة سلفا ترمي إرهاب المواطنين ومنع كل من يرفض المساومة ويصر على الإدلاء بصوته عن قناعة مسبقة من الخروج من منزله يوم الخامس والعشرين من نونبر القادم» . هذا وعلمت الجريدة، زوال أمس الأحد، أن التحقيق قطع خطوات كبيرة جدا بعد توصل مصالح الأمن بمعلومات أولية سرعت مسار البحث في حادث الاعتداء على ممتلكات شرف الدين زين العابدين مرشح حزب التقدم والاشتراكية. وقال مصطفى كمور رئيس ولاية أمن مدينة طانطان في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم إن «الجهود التي تبذلها الشرطة القضائية لطانطان، بتنسيق مع المصالح الأمنية المركزية والولائية، أفضت إلى العثور على أدلة دامغة، من الضروري مع ذلك تعميق البحث فيها وعدم التسرع»، مضيفا أن «الإفصاح عن الجهة التي قامت بالاعتداء على ممتلكات مرشح حزب التقدم والاشتراكية سيتم قريبا جدا».