اختتم الفنانان لحسن بيزنكاض، والرايس الحاج أعراب أتيكي، فعاليات مهرجان أمزواك ن إيمجاض في دورته الثانية، ليلة الأحد الماضي، وكسر نجم صيف 2023 الفنان الكبير أحد رموز فن ترويسا، الرايس الحاج أعراب أتيكي بصوته القوي، هدوء جنبات منصة المهرجان، حيث عاد بالجمهور الذي غصت به جنبات سوق الأحد بزاكور والقادمين من مختلف الجماعات القروية، إلى أيام الزمن الجميل من خلال مجموعة من أغانيه الخالدة التي اهتزت معها أبدان الحاضرين من قبيل "أمانتريت، أمانتريت أزين"، "أمز أفاطمة الدبليج" وأغنية "أسمون إويغاسد الخاتم"… كما أدت مجموعة إنرزاف كذلك عددا من أغانيها التي ألهبت حماس الجماهير الحاضرة والتي تفاعلت معها في تجاوب كبير أعطى للساحة لونا آخر غير الذي شهدته في أولى سهرات المهرجان. هذا الحدث السنوي من تنظيم جمعية أيت كرمون للثقافة والرياضة مهرجان أمزواگ ن إمجاض، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، والمديرية الجهوية للثقافة بجهة كلميم واد نون، وبشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، والجماعة الترابية سبت النابور، وذلك خلال أيام 1، 2 و3 شتنبر 2023، بمركز سوق الاحد زاكور بمنطقة ايت كرمون، جماعة سبت النابور، دائرة لاخصاص إقليمسيدي إفني، تحت شعار "المهاجر وآفاق الاستثمار في المجال الاقتصادي والاجتماعي". وقد عرفت ساحة السوق الأسبوعي بمركز زاكور، مساء يوم السبت، سهرة فنية كبرى عرفة مشاركة كل من مجموعة ازنزارن إيكوت عبد الهادي، والرايسة بشرى العشرة ابنة المرحوم الفنان بوحسين العشرة والفنانة الرايسة أمينة تبعمرانت، وفرقة أحواش تيتراتين إمجاض، والفاكهي بوشعيب أبعمران، كما عرفت السهرة الثانية والختامية التي أقيمت يوم الأحد، مشاركة كل من الفنان الرايس الحاج أعراب أتيكي، ومجموعة إنرزاف برئاسة الفنان لحسن بيزنكاض، ومجموعة سيستيم، وقام كل من الفنان أحمد نتاما وبودرقة بتنشيط فقرات السهرة، فيما تألق كل من الإعلامي لحسن بوفران، والإعلامية عائشة اد علو في تقديم فقرات المهرجان. وفي إطار الأنشطة الموازية لمهرجان أمزواگ ن إمجاض في نسخته الثانية، احتضنت قاعة الجماعة بمركز زاكور، مساء يوم السبت 2 شتنبر ندوة حول موضوع المجتمع المدني شريك أساسي في التنمية، أطرها كل من الأستاذ والباحث احمد بومزكو، والأستاذ إدريس بيلكم باحث في العلوم السياسية، والأستاذ الباحث احمد لشكر.. كما شهدت نفس القاعة، دورة تكوينية لفائدة جمعيات المجتمع المدني في مجال تقنيات إعداد وتدبير المشاريع والبحث عن مصادر التمويل مساء الأحد 3 شتنبر والتي أطرها الأستاذ أحمد أوعطشان. وقدمت جمعية أيت كرمون للثقافة والرياضة، خلال فقرات السهرة الأولى، جوائز قيمة للفائزين الأربعة بالسباق على الطريق، الذي شهد ملعب ثلاث نديحيا مساء الجمعة الماضي نقطة انطلاقته، للوصول إلى مركز زاكور في قطع مسافة 3 كيلومترات. وحسب تصريح عبد الكريم بواكون مدير المهرجان، فإن الجماهير الحاضرة هذه السنة رغم برودة الجو فقد فاقت كل التوقعات، وقد غطوا سوق احد زاكور عن آخره وحجوا إليه للاستمتاع بفقرات دورة هذه السنة. إلى ذلك اتخذت المصالح الأمنية، بسائر مكوناتها، كافة التدابير والإجراءات حتى مرت جميع السهرات في أحسن الظروف بالنظر إلى التوقعات التي كانت تسير في اتجاه حضور جماهير غفيرة وغير مسبوقة لمتابعة سهرة مجموعة إزنزارن إيكوت عبد الهادي . **** الرايس الحاج أعراب أتيكي أحد رواد الأغنية الامازيغية يعتبر الفنان الرايس الحاج أعراب أتيكي المزداد سنة 1950 بمنطقة شيشاوة، معلمة الفن الأمازيغي، وأحد رواد الموسيقى التقليدية الأمازيغية من خلال فن الروايس، وله مكانة خاصة لدى الجمهور المغربي، بفعل صبره وبفعل أخلاقه العالية وتقديره لجمهوره.. بدأ الحاج أعراب أتيكي الممارسة الفنية منذ سنة 1974 في مجال تخصصه كاتبا وملحنا ومغنيا، وفي رصيده الفني حتى الآن أكثر من 135 ألبوم غنائي، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية وأغاني الجنيريك لمجموعة من المسلسلات والأفلام المغربية الأمازيغية، شارك أعراب بالمشروع الفني الوطني أنطولوجيا الروايس الذي يهدف إلى إغناء خزانة التراث اللامادي الأمازيغي والوطني، وكذا مشاركته في العديد من السهرات والحفلات والمهرجانات الكبرى داخل وخارج المغرب، واشتغل مع المرحوم الحاج محمد ألبنسير في مناسبات عدة، وسافر معه إلى فرنسا في سنة 1979، حيث شاركوا في سهرات كثيرة مع أبناء الجالية المغربة بأوروبا. كما فاز بالعديد من الجوائز الفنية والأكاديمية في مجال تخصصه منها الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية في صنف الأغنية التقليدية برسم سنة 2016 من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والجائزة الوطنية للوقاية من حوادث السير سنة 2018 كأحسن عمل فني أمازيغي من طرف اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، كذلك حصوله على دعم وإنتاج الأعمال الموسيقية والغنائية من طرف وزارة الثقافة خلال السنوات الماضية (2022 – 2020 – 2019 – 2018 – 2016)، وحصوله أيضا على دعم تسويق عمل فني غنائي من طرف الصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق بلبنان بيروت، خلال سنة 2020، ومن أعماله الإبداعية الإضافية، صناعة الآلات الموسيقية التقليدية المغربية التي يشتغل عليها بنفسه. *** مسار الفنان لحسن بيزنكاض قائد مجموعة انرزاف تعتبر حاحا من المناطق التي أنجبت أهم الأسماء التي لمعت في سماء الأغنية الأمازيغية، إذ يكفي التذكير في هذا الإطار بعميد الالتزام الفني المرحوم الحاج محمد البنسير ونخبة من مجايليه أو ممن أتوا بعده للتدليل على النكهة والبصمة النوعية التي وسمت بها منطقة حاحا والحوز عموما ريبرتوار الأغنية الامازيغية وبامتياز. اسمه الحقيقي، لحسن أيت الجديد، والمعروف فنيا بالفنان لحسن بيزنكاض، من مواليد سنة 1962 بدوار إدوكركان تمنار حاحا، يعد واحدا من أبرز رواد هذا اللون الأدائي الغنائي الذي يحظى بشعبية كبيرة، استطاع فرض ذاته وكسب ثقة الجمهور الفني من خلال إبداعات غنائية متميزة، ومن خلال حضوره الفعال في الساحة الفنية . وقد أضطر إلى الهجرة مبكرا إلى عاصمة الفن مدينة الدشيرة أكادير حيث مارس فيها مهنة النجارة على الخشب، ومن خلال إقامته الأولى بها استطاع أن يربط علاقات مع بعض الأسماء الفنية، فاكتشف عن قرب عالم الفن.. ومع مرور الوقت، أي في حدود سنة 1985، حقق الفنان بيزنكاض حلمه بتكوين مجموعة موسيقية تشمل ألمع النجوم الشباب أمثال: لحسن أسافي وعبد الله موزدين وابراهيم بعلا وعبد الله بوجنوي. وفي سنة 1986 كانت المجموعة قد أصدرت شريطها الأول بعنوان: إمنعى الزمان – تالختمت ندهب، وقد حقق هذا الشريط نجاحا كبيرا ونال إعجاب الجميع. يتميز الإنتاج الشعري للفنان لحسن بيزنكاض بالتنوع والغزارة، وتشمل مواضيعه شعر الغزل والمضامين الاجتماعية.. وقد ساهم في إغناء خزانة الأغنية الأمازيغية بقصائد رائعة ستبقى خالدة إلى الأبد. ومع مرور الوقت تجاوزت شهرته نطاق سوس والحوز، حيث أصبح اسم الفنان لحسن بيزنكاض يتردد في مجموعة من المهرجانات والملتقيات الجهوية والوطنية عبر إحياء مجموعته لعدة سهرات فنية ومهرجانات في جميع أنحاء المملكة وخارج الوطن. وتضم خزانة المجموعة حتى الأن ما يزيد عن 550 أغنية اغلبها مسجل على الكسيط الأقراص المدمجة وأشرطة الفيديو VHS كما تعتبر مجموعة إنرزاف لحسن بيزنكاض مدرسة فنية أنجبت عدة مجموعات أمثال مجموعة حميد إنرزاف ومجموعة رشيد إنرزاف ومجموعة إخوان إنرزاف ومجموعة إنرزاف الفميلا ومجموعة عبلا إنرزاف ومجموعة إنرزاف نسوس، دون أن ننسى أن الفنان لحسن بيزنكاض نشأ في أسرة فنية، أعطت للأغنية الامازيغية قبله كلا من الفنان عبد الله بيزنكاض، والرايس اكيلول، أخوي الفنان لحسن بيزكاض. وعن اسم المجموعة "إنرزاف" قال لحسن في تصريحه للجريدة إنه لم يكن مقترحنا الأول للمجموعة بل كنا قد وضعنا اسم "مجموعة إكسابن" وفي إحدى السهرات في منطقة شتوكة، نادانا عجوز من شيوخ القبيلة وهو يرحب بالمجموعة، مرحبا بإنرزاف وتعني الضيوف، وقد أعجبنا الاسم فقررنا اختياره للمجموعة، واعتبرنا أنفسنا منذ ذلك الوقت ضيوفا لجمهورنا ومحبي الفن الأمازيغي .