قال مدير المسرح الوطني محمد الخامس بالنيابة محمد بنحساين، إن الاستراتيجية العامة لعمل المؤسسة تقوم على دراسة حاجة الجمهور لمختلف أشكال الفرجة. وأضاف في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تم وضع جدول أعمال لمختلف أقسام ومصالح المسرح الوطني محمد الخامس قصد الوقوف على حاجيات ورغبات جميع شرائح الجمهور الذي تم التوصل إلى نوعية العروض التي تحظى بإعجابه وتم العمل بالتالي على برمجة هذه النوعية من العروض بشكل مكثف. وأبرز أن نجاح استراتيجية عمل المسرح تحقق عبر «سياسة التواصل التي تشكل حجر الزاوية في استراتيجية العمل داخل المؤسسة»، وعبر الانفتاح على الجمهور أولا والفنانين ثانيا، دون إغفال الدور الهام الذي تضطلع به الصحافة في إشعاع المسرح الوطني. وأشار بنحساين، الى أنه مع انطلاقة كل موسم تقوم المؤسسة بوضع تقييم شامل لعمل الموسم السابق، وذلك للوقوف على السلبيات والإيجابيات التي صادفتها مسيرة المؤسسة، مضيفا أنه خلال هذا الموسم بلور المسرح الوطني محمد الخامس خطة عمل تنسجم مع مقتضيات الظهير المؤسس للمسرح وتراعي توجيهات وتوصيات المجلس الأعلى للحسابات، حافظت من خلالها على الدينامية التي طبعت أداءها خلال السنتين الأخيرتين خاصة من حيث تعدد العروض. وأضاف بنحساين أنه تماشيا مع دور المسرح الوطني محمد الخامس في تنمية وتطوير العمل الفني والمسرحي على وجه الخصوص، يتم العمل خلال كل موسم على تسطير برنامج غني يضم إنتاجات مسرحية جادة وسهرات فنية متنوعة في إطار الانفتاح على كافة أشكال الفرجة. ولتلبية رغبات وأذواق جمهور العاصمة المتعدد المشارب والثقافات، تمت خلال الموسم الماضي، برمجة ما يزيد عن 213 نشاطا فنيا شكلت العروض المسرحية 43 في المائة منه، وتشكلت باقي الأنشطة من السهرات الموسيقية المغربية والأجنبية والسينما والبالي وعروض الأطفال دون نسيان استضافة العديد من الفنانين التشكيليين بالبهو والكتاب والمثقفين بباقي مرافق المؤسسة. ولا يغطي نشاط المؤسسة فقط تراب العاصمة، بل يشمل باقي مناطق المملكة سواء عبر تنظيم جولات للفرق المسرحية المستفيدة من دعم المؤسسة أو الإشراف التقني والمساهمة المادية في بعض التظاهرات التي تنظم في عدد من المدن. فجميع الفرق المسرحية المغربية تلجأ إلى مؤسسة المسرح الوطني محمد الخامس لإنتاج عروضها سواء عن طريق إنجاز الديكور أو شراء العروض أو غيرها من متطلبات الهيئات المهتمة بهذا المجال (إجراء التداريب، الاستفادة من التجهيزات..)، ومن شأن التغلب على هذا الهاجس أن يمكن المؤسسة من تجاوز العائق المادي وإنجاز عروض فنية راقية والاستجابة لطلبات الفرق المسرحية والمجموعات الفنية حتى تتمكن من العمل في أفضل الظروف. وفي هذا السياق، قال محمد بنحساين، إنه تنفيذا لتوصيات المجلس الإداري للمسرح الوطني محمد الخامس وتنفيذا للسياسة الثقافية التي تنهجها وزارة الثقافة، عرفت حصيلة المسرح تطورا ملحوظا سواء من حيث الكم أو الكيف. ولتحقيق هذه الأهداف تعمل المؤسسة على توفير شروط جيدة للممارسة تتاح للفنانين المسرحيين أو الموسيقيين أو غيرهم، عبر تمكينهم من تقنية ذات مستوى عال أو تجهيزات من مستوى رفيع. من جهة أخرى قال بنحساين إن الهاجس المادي يبقى هو العامل الذي يعيق عمل المسرح و»الكابح للانطلاقة المرجوة» من طرف إدارة المؤسسة بكل مكوناتها، فلكي يتم إنتاج عرض فني من المستوى العالي يتطلب الأمر ميزانية ضخمة لاتوفرها الميزانية الحالية مقارنة بدول أخرى. وبخصوص آفاق عمل المسرح الوطني محمد الخامس خلال سنة 2012 أشار بنحساين إلى أنه تم إعطاء الأولوية لاستكمال المشاريع التي تم الشروع في تطبيقها منذ سنة 2010، ويتعلق الأمر بإنتاج مسرحيات من الريبرتوار المغربي الغني بالروائع في مجال المسرح، لكي تعطى الفرصة للجيل الشاب للاطلاع على تجارب رواد المسرح، وتمكين الجيل الجديد من الفنانين من الاحتكاك بالأعمال الخالدة التي خلفها هؤلاء الرواد، وهذا العمل من شأنه أن يخلق فرصا كثيرة تفتح في وجه العديد من الطاقات الواعدة المشتغلة في هذا القطاع. وخلافا للسنوات الماضية، يشير بنحساين، تتحكم إدارة المسرح الوطني في البرمجة العامة، التي سجلت ارتفاعا ملموسا تجلى في عدد ونوع الأنشطة، من عروض مسرحية وسهرات موسيقية وعروض الأطفال والسينما والأنشطة الثقافية والفنية الأخرى، إضافة إلى الجولات التي ينظمها المسرح أو يشرف على تنظيمها. ويظل الهاجس الأساس للمسرح الوطني من خلال الإنتاجات التي سيقوم بها أو يساهم فيها هو المحافظة على تراث أب الفنون بالمغرب المتميز بالغنى والتنوع.