ختم المنتخب الوطني المغربي مسار الاقصائيات بفوز على منتخب تانزانيا وضمن مقعدا في النهائيات القارية التي ستقام مطلع السنة القادمة في بلدي غينيا الاستوائية والغابون... وجاءت المباراة بالمركب الرياضي لمدينة مراكش محملة برسائل وإشارات أفرزها منتخبنا رفقة المدرب إيريك غيريتس... لا أحد ينكر أن النتيجة إيجابية تتمثل في الفوز بحصة (3-1) ويبقى المردود قابلا للنقاش والتطور قبل دخول النهائيات. لم يحافظ لاعبو المنتخب الوطني على إيقاع التباري عقب توقيع الهدف الأول في الدقيقة التاسعة شعر برأسية الهداف مروان الشماخ. وفضلوا حرمان الخصم من الكرة والاحتفاظ وتبادل التمريرات العرضية إلى أن فوجئ ناذر المياغري بهدف مباغت من قذفة قوية واجهته من خارج المعترك... ويبدو أن هدف التعادل الذي وقعه الخصم زرع الشك والقلق خاصة وأن لاعبي تنزانيا تحرروا من النهج الدفاعي وانطلقوا يعتمدون حملات خاطفة مرفوقة باندفاع بدني رامي إلى الحد من فعالية مجموعة من اللاعبين المغاربة... وقد تابع الجميع ما عاناه «مبارك بوصوفة» من المكلفين بحراسته... واتضح جليا أن الأدوات التقنية الفردية للاعبي منتخبنا أزعجت عناصر تنزانيا الذين واجهوها بالعنف والخشونة؟ وفي ذات الوقت عمل منتخب الجزائر على هزم منتخب إفريقيا الوسطى وبخر بذلك كل آماله وزاد أمال منتخبنا الوطني في كسب التأهل... وبعد تضييع فرص كثيرة أمكن للاعب عادل تاعرابت من إيجاد الحل بكرة ثابتة وجهها إلى داخل مرمى منتخب تنزانيا بطريقة معطرة بالفن والهندسة، موقعا على هدف التفوق ومحققا أمنية ورغبة والتحاقه بالمدرب إيريك غيريتس ومعانقته بحرارة يترجم ما بين الطرفين، ويبدو أن تاعرابت رد بهذه الضربة على تسامح غيريتس ودعوته له وطي ما حدث من قبل وما صدر عنه... والمستفيد من المبادرة لم يكن غير المنتخب الوطني... وأثمرت جهود مبارك بوصوفة الهدف الثالث لفائدة المنتخب الوطني... هدف زكى التفوق وجسد الخلاص.. والآن وقد انتزع المنتخب الوطني الفوز والتأهل ينبغي قراءة المباراة في هدوء وتأني بهدف الترميم والإصلاح تفاديا لتكرار الأخطاء... والجمهور المغربي الذي لم يعد يشك في تحقيق الفوز، بل أصبح يناقش الحصة ويصر على أن تكون ثقيلة ومرفوقة بطريقة جميلة.. كما يطمح للفوز بلقب كأس افريقيا وليس المشاركة فقط خاصة وأن منتخبات قوية أقصيت في المسار من بينها مصر والكامرون... وحظوظ المغرب وافرة لتحقيق المطلوب.. وتضم لائحة المؤهلين للنهائيات منتخبات مالي - غينيا - زامبيا - ليبيا - السينغال - بوركينافاصو - النيجر - كوت ديفوار - غانا - أنغولا - بوتسوانا - تونس - المغرب إضافة إلى منتخبي البلدية المنظمين الغابون وغينيا الاستوائية... وينتظر أن يتعرف المنتخب المغربي على منافسيه خلال سحب القرعة الذي سوف يتم في مدينة مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في 29 أكتوبر الجاري... هذه المدينة التي ستحتضن لقاء افتتاح النهائيات القارية بالملعب الكبير... وتجرى مباراة النهاية في عاصمة الغابون ليبروفيل. مسار الإقصائيات مكن المدرب غيريتس من الوقوف على ما يتوفر عليه المغرب من طاقات وقيم في الدوري الوطني وفي عالم الاحتراف... وتحقق التأهل يساعد على العمل في هدوء... والمطلوب أن تساير الأوراش المفتوحة في الاحتراف والبنية التحتية والتسيير والتدبير إيقاع المنتخب الوطني، حتى لا يبقى هو في واد وواقع الممارسة في واد آخر.