تنزانيا أفضل من الجزائر وإفريقيا الوسطى قوته في هجومه وضغفه في دفاعه لا خيار أمام المنتخب الوطني المغربي غير الفوز في لقائه مع منتخب تنزانيا لإنهاء مسار الإقصائيات القارية في صدارة مجموعته وضمان التأهيل إلى النهائيات، ويتأهب المنتخب الوطني لتخطي العقبة التنزانية وبلوغ الهدف في لقاء يشهد اهتمام الجماهير التي تستعد بدورها ليعيش الحدث الاحتفالي، وحظوظ المنتخب الوطني وافرة لحسم نتيجة اللقاء لفائدته دون دخول نفق الحسابات المعقدة المرتبطة بلقاء منتخبي الجزائر وإفريقيا الوسطى، حيث هذا الأخير يحدوه نفس الشعور ورغبته جامحة لكسب التأهل المنتخب الوطني في محطة أخرى في مساره الإيجابي، وينتظر أن يزكي هذا التفوق والتألق مساء يوم غد الأحد. ولمناقشة موضوع اللقاء الفاصل والحاسم، أجرينا حوارا مع المدرب المغربي فتحي جمال باح فيه بعض الارتسامات حول مباراة المغرب وتنزانيا بمراكش: * المنطق كان دائما غائبا في منافسات كرة القدم؟ - المقابلة صعبة تجمع منتخبا كبيرا هو المنتخب المغربي الذي يسير في خط تصاعدي والأجواء ممتازة في وسطه، والفريق متكامل ومنسجم، والطاقم المشرف عليه جاد وجيد، وجميع فعالياته يدركون أن اللقاء لن يكون سهلا لأن منتخب تنزانيا سيحل بالمغرب متحررا من الضغط وليس له ما يخسر وسيواجه المنتخب المغربي بحجمه الكبير، وهذا يجسد تخوفي، وحظوظ المنتخب المغربي وافرة وكبيرة في تحقيق الفوز، وسيستضيف خصمه منتخب تنزانيا في المركب الرياضي الكبير والممتاز في حضور جمهور غفير ومتحمس ومتفائل. والأكيد أن منتخبنا سيدخل اللقاء بجدية وطموح بهدف الحسم في النتيجة لفائدته بالفوز بهدف واحد أو أكثر، لكن الأهم أن يتأهل إلى النهائيات القارية وفي المحطة التي نتحضر لها في الحاضر، وتألق المنتخب الوطني في مباراته أمام تنزانيا يساعده على مواجهة القادم بحماس أكبر. * مسار المنتخب الوطني جيد وإيجابي، فهل يجعله هذا الأمر مرشحا لكسب المحطات المقبلة؟ - علينا أن ننظر إلى الواقع بالمنطق، لأن منتخبنا يحقق نتائج جيدة، ولاعبوه يقدمون عروضا محترمة، ويعتمد في منافساته على تركيبة متكاملة منسجمة، يخضعها المدرب للترميم والرتوشات، ويعززها ببعض العناصر من مناسبة لأخرى، مع الحفاظ على الركائز المتوفرة والقائمة، وفي المردود يتضح النضج في العمل الذي يترجم تجربة وخبرات مجموعة من اللاعبين، ومنهم من أصبحوا يقررون في التنافس، وخاصة نادر المياغري، الحسين خرجة، يوسف حجي وغيرهم، وهذا يدعم اللاعبين الجدد. المدرب إيريك غيريتس حقق أشياء جميلة، ولاحظنا كيف دعا اللاعب سعيد فتاح وألحقه بالمنتخب، وهي مبادرة لن يقدم عليها مدرب آخر، وهذا يبين موضوعية المدرب واهتمامه باللاعب المحلي. * هناك مباراة ثانية في نفس المجموعة تجمع منتخبي الجزائر وإفريقيا الوسطى؟ - أعتقد أن التركيز سينصب على مباراة مراكش، حيث يعمل المنتخب المغربي على كسب الفوز والتأهل لأن اللقاء أخير وحاسم في مسار، وسيكون الأمر جيدا إذا حققنا الفوز بحصة كبيرة. كل مسؤول عن المنتخب الوطني يفكر في الفوز بهدف واحد أو بثمانية؟ ولا أعتقد أن منتخب إفريقيا الوسطى قادر على الانتصار في الجزائر؟ وإذا حصل ذلك وظهر تساهل أو تآمر فسيمس مصداقية التنافس وقيمة أخلاق منتخب الجزائر مع مدربه وحيد هاليلودفيتش؟ وفي هذه المحطة ينبغي التسلح بالحذر واللعب بهدف الفوز والاحتفاظ بفارق الأهداف الذي نتوفر عليه حاليا ونتأهل الى النهائيات القارية. وأركز أكثر على الجدية في التعامل مع المباراة، لأنه إذا توفرت الرغبة في الانتصار دون الاستهانة بالخصم يمكن كسب المطلوب وضمان مقعد في النهائيات القارية المقبلة. * وماذا عن منتخب تنزانيا؟ - تابعت أشرطة لمباريات منتخب تنزانيا في هذا الأسبوع، وكانت مباراته مع منتخب الجزائر أربع مرات ذهابا وإيابا، واتضح لي أن منتخب تنزانيا أحسن من منتخبي الجزائر وإفريقيا الوسطى، ويعاني من ضعف في صف دفاعه وحراسة مرماه، وله قوة في الهجوم، يجسدها عنصران «ساماطا» لاعب فريق مازيمبي الكونغولي و»مريشو» لاعب فريق سيمبا التنزاني، هذا الأخير لعب حوالي 20 دقيقة وبلغ فيها مرمى منتخب الجزائر سبع مرات. كما وتضم مجموعة تنزانيا لاعبين جيدين في الوسط يتعلق الأمر باللاعب مرواندا الذي يمارس في الدوري الفيتنامي، واللاعب نزار الذي يمارس في كندا. كما أن تشكيلة الفريق تعتمد أسلوبا فنيا نظيفا بعيدا عن الاندفاع البدني والعنف، ويمكن لمنتخبنا الوطني أن يكسب الفوز لكونه الأفضل بمؤهلاته، والمطلوب اعتماد الجدية لتحقيق المطلوب والفوز ممكن.