لن يكون من خيار أمام المنتخب المغربي، وهو ينازل نظيره التانزاني مساء الأحد ( السابعة والنصف ) بملعب مراكش الجديد برسم الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات المجموعة الإقصائية الرابعة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم المقررة مطلع السنة القادمة بالغابون وغينيا الاستوائية, سوى وتحقيق الفوز لتفادي حسابات اللحظة الأخيرة المعقدة. والحقيقة، أن الاوراق تبدو مخلوطة في المجموعة الرابعة حيث تلعب الجزائر (5 نقاط) مع جمهورية افريقيا الوسطى (8 نقاط) امام المغرب المتصدر بفارق الاهداف الذي يستضيف تنزانيا (5 نقاط). ويملك المغرب افضلية على تنزانيا لفوزه ذهابا 1 لصفر، فيما الافضلية لافريقيا الوسطى على الجزائر (الذهاب 2 لصفر). وتزداد الامور والحسابات تعقيدا في حال فوز الجزائر وتنزانيا لان رصيد كل من المنتخبات الاربعة سيكون 8 نقاط. وهذا يؤكد، أن لا شيء تحقق لحد الآن,خصوصا في السباق نحو النهائيات حيث المراكز متقاربة في المجموعة الرابعة, ما سيدفع باقي المنتخبات إلى التنافس والدفاع عن حظوظها المتفاوتة حتى الأنفاس الأخيرة في مواجهتي مراكشوالجزائر العاصمة. وفي هذا الصدد, فإن المباراة الثانية عن هذه المجموعة, التي ستجمع بين منتخبي الجزائر وإفريقيا الوسطى في نفس اليوم ونفس التوقيت على أرضية ملعب 5 يوليوز ستدور على إيقاع الجديد القادم من ملعب مراكش. كما أن الكثيرين ينتظرون أي كبوة أسود الأطلس , التي تعد مرادفا لإنعاش آمالهم في التأهل المباشر أو من خلال احتلال أفضل مركز ثان , الشيء الذي يحتم على زملاء الحارس نادر لمياغري فرض أسلوب لعبهم والضغط منذ البداية على منافسيهم من أجل الحسم في أمر بطاقة التأهل الوحيدة عن هذه المجموعة. ومما لاشك فيه أن مدرب المنتخب المغربي إيريك غيريتس, سيعمل على توظيف جميع الإمكانات البشرية والتقنية المتوفرة لديه خلال هذه المباراة الهامة والحاسمة, إضافة إلى الإعداد البدني والتكتيكي وخاصة الذهني الذي يعول عليه بشكل كبير لإعطاء جرعة إضافية للاعبيه. وبالإضافة إلى اختيار ملعب مراكش الجديد لإجراء هذا اللقاء, والذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالفوز الكبير والتاريخي على منتخب الجزائر (4 -0 ), فإن هذه المباراة ستشكل فرصة للمصالحة مع عادل تاعرابت ووضع حد لحلقة محزنة في مسار هذه النخبة الشابة والواعدة والتي توجد في طور البناء. ولا يستبعد عدد من الملاحظين سيناريو تعادل المنتخبات الأربعة في عدد النقاط في نهاية التصفيات, على الرغم من أن التخمينات ترجح كفة المنتخب المغربي كأول متأهل وبدرجة أقل منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى. وللحسم في نتيجة هذه المباراة وبالتالي حجز بطاقة التأهل لحضور المونديال الإفريقي , يتوجب على عناصر المنتخب المغربي, إخراج كل الاليات وإبراز ما لديها من إمكانات ومهارات فردية وجماعية تكرس من خلالها أولا أحقيتها بتمثيل المجموعة في النهائيات القارية وتكون في مستوى طموحات وتطلعات الجمهور الرياضي المغربي . فعلى الورق, كل المؤشرات ترشح كفة العناصر الوطنية, إذ إلى جانب الدعم الموصول والظروف المواتية التي توفرها مدينة مراكش, التي دخلت سجل تاريخ كرة القدم المغربية من بابه الواسع كمدينة تجلب الحظ للمنتخب المغربي, فإن الفوز الصغير والثمين (1 -0 ) الذي تحقق على ذات المنافس بدار السلام يجب أن يعزز ثقة مجموعة غريتس في أنفسهم وفي مؤهلاتهم الهائلة .