محاربة «النوار» في السوق العقارية واتباع الممارسات السليمة في ميدان الأسعار والبناء أطلقت الفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين حملة تحسيسية وسط أعضائها من المنعشين أصحاب المشاريع السكنية بخصوص ضرورة إعلان حقيقة أسعار الوحدات السكنية التي يتم تسويقها للعموم. وحددت الفدرالية يوم فاتح يوليوز 2010 كتاريخ لانطلاق الانخراط الفعلي لجميع المنعشين العقاريين في عملية الإعلان عن الأثمان الحقيقية لبرامجها السكنية وذلك بهدف استرجاع وتقوية جو الثقة بين المنعش العقاري والمواطن وبينه وبين السلطات العمومية من جهة أخرى. في هذا الصدد قال يوسف بنمنصور، رئيس الفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين خلال ندوة صحفية نظمتها الفدرالية يوم الاثنين بالدار البيضاء، إن أي منعش عقاري واعٍ بالمسؤولية الاجتماعية وعضو في الفدرالية عليه الالتزام بإعلان الأسعار الحقيقية لمشاريعه السكنية ابتداء من فاتح يوليوز المقبل . وأضاف أنه رغم عدم وجود أية إجراءات عقابية بالنسبة لمن لا يزالون يمارسون تسويق الوحدات السكنية في «النوار»، فإن الفدرالية، بحملتها التحسيسية هاته، تعول على اقتناع المنعشين العقاريين بالتداعيات السوسيو-اقتصادية الإيجابية للشفافية المتعلقة بالعلاقة بين المنعش العقاري والمواطنين الذين يقتنون الوحدات السكنية. غير أن بنمنصور لم يستبعد أن تكون هناك مقاومة لعملية الشفافية هذه من قبل البعض. لكن الآخرين الذين سينخرطون في هذه العملية عن طواعية واقتناع سيحظون، حسب بنمنصور، بالعلامة التي ستميزهم عن باقي المنعشين العقاريين سواء فيما يخص صورتهم التجارية في السوق أوفيما يخص الامتيازات الأخرى التي قد تخولها لهم تلك العلامة . وتأتي هذه الحملة التحسيسية بعد مرور أزيد من سنتين على توقيع الميثاق الأخلاقي بين الفدرالية والوزارة الوصية بخصوص محاربة مسالة «النوار» في السوق العقارية واتباع الممارسات السليمة في ميدان الأسعار والبناء. وبخصوص السكن الاجتماعي، ركز رئيس الفدرالية على مشكل التأخر في إنجاز المشاريع المبرمجة والذي تتسبب فيه، حسب قوله، الإجراءات الإدارية الناجمة بدورها عن غياب التصاميم المديرية والتهيئة الحضرية في المدن الكبرى ولا سيما الدارالبيضاء التي لا تتوفر على هذين العنصرين منذ 2004. وقال إنه يوجد حاليا على مستوى الدار البيضاء 33 مخطط تهيئة قيد الدرس، مما يعني أنه مازال هناك غياب في هذا المجال وهو الأمر الذي يجعل المنعشين العقاريين في وضع صعب حيث تضغط الوزارة من جهة من أجل إنجاز المشاريع المتفق عليها، فيما يجد هؤلاء المنعشون أنفسهم أمام واقع غير مشجع وغير مهيئ خاصة وأن 60 في المائة من الطلبات على السكن الاجتماعي توجد ما بين الدار البيضاء والرباط. للتذكير، فقد وقعت الفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين في نونبر 2008 مع وزارة السكنى والتعمير على ميثاق أخلاقي يتضمن عددا من المبادئ تتمثل في احترام مهنة الإنعاش العقاري وقواعدها الأخلاقية والالتزام بمعايير مزاولتها، والتزام الشفافية في المعاملات، والتحلي بروح المواطنة والابتعاد عن التلاعبات، وكذا احترام مصالح الزبناء الذين يقتنون العقار. كما يهدف بالخصوص إلى جعل القطاع العقاري بالمغرب أكثر مهنية وإلى إضفاء المزيد من الشفافية والوضوح على المعاملات وتعزيز السلامة في مجال البناء فضلا عن أن هذا الميثاق يفرض أيضا على الموقعين تقديم المعلومات الدقيقة خاصة المتعلقة بالممتلكات العقارية المعروضة للبيع ويمنعهم من الإشهار الكاذب.