احتفى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم الأربعاء فاتح مارس 2023 بصدور المعجم اللغوي "أمازيغية فيكيك/ فرنسية" لصاحبه الدكتور محمد يعو الصادر سنة 2022، وذلك بحضور شلة من الأساتذة والباحثين والفاعلين بمجال السياسات اللغوية والسياسات الثقافية بالإضافة إلى حضور مهم لفاعلين جمعويين وطلبة باحثين. يذكر أن هذا الحدث الذي سيرته باقتدار الأستاذة الباحثة مفتاحة أعمر، عرف ثلاث مداخلات أساسية. أولى هذه المداخلات للأستاذ الباحث فؤاد ساعة الذي قدم مجموعة من الملاحظات حول العمل في جوهره مقدما قراءة في المكونات اللغوية واللسانية للمعجم وما تطرق له من تنوع لغوي، إضافة إلى ملاحظات وتعقيبات بناءة على محتوى المعجم، مشيرا إلى أن هذا العمل يشكل مفخرة للمغاربة أجمع وإنجازا مشرفا للمسألة الأمازيغية في المغرب. تلت هذه المداخلة، قراءة أخرى في المعجم للأستاذ والباحث عبد الله بومالك الذي تطرق بالتفصيل إلى عدة محاور بالمعجم ملتمسا من ذلك فهما ومقاربة لسانية، فونولوجية مورفولوجية وبرجماتية عميقة للمعجم اللغوي الجديد. ويذكر أن هذه المداخلة التمست مناقشة عدة اختيارات دقيقة للمؤلف، بما في ذلك تصميم العمل في تطرقه للغة وكذا القارئ أو المتلقي كعنصرين جوهريين لأي عمل من هذا القبيل. لم يكن لهذا اللقاء إلا أن يتبنى مداخلة الأستاذ محمد يعو، مصمم ومؤلف المعجم الأمازيغي، "Dictionnaire Amazigh-Français, Parler de Figuig"، الذي تطرق إلى مجموعة من الكلمات الأمازيغية منفصلة، بالإضافة إلى عبارات وأمثال تحمل من العبق الأمازيغي المغربي الشيء الكثير. هذا العمل الفردي الفريد من نوعه هو نتاج عمل دؤوب للدكتور محمد يعو، عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة وأستاذ التعليم العالي بشعبة الانجليزية سابقا بنفس الجامعة. وأفاد الأستاذ محمد يعو من خلال مداخلته أن هذا المعجم ما هو إلا محاولة للإحاطة بالغنى اللغوي والثقافي للغة الأمازيغية خصوصا تلك التي تمتاز بها منطقة فكيك بالمغرب، مشيرا إلى أن المنظومة اللغوية لمنطقة فكيك تمتاز بالتنوع اللساني على جميع الأصعدة، في حين لم يشكل ذلك تحديا أو صعوبة بالقدر الذي ساهم في تكوين تجربة إنسانية وعلمية مستحقة لعناء عقود من العمل. وعبر الأستاذ محمد يعو خلال مداخلته أيضا عن امتنانه لكل من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاز هذا المعجم. وخص بشكره الأساتذة الباحثين الذي ساهموا فعليا ومعنويا في إنجاز هذا العمل منذ بدايات المشروع، إضافة إلى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي تبنى العمل، مع إشادة خاصة بالأستاذ أحمد بوكوس عميد المعهد. يذكر أن الحضور أيضا حضي بفرصة مطالعة العمل والمداخلة خلال هذا الحدث، حيث تلقى الأستاذ محمد يعو أسئلة وملاحظات كل من الأستاذين بومالك وساعة، من قبيل سبب اختيار اللغة الفرنسية كلغة ثانية للمعجم واستثناء اللغة العربية باعتبارها لغة رسمية للأمة أو اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة العالمية الأولى، وكذا مجال تخصص مؤلف المعجم. وقال الأستاذ محمد يعو أن سبب الاختيار والذي اعتبر تحديا في حد ذاته يرجع إلى طبيعة العمل الذي اختص بالدرجة الأولى بالساحة اللسانية بالمغرب التي مازالت اللغة الفرنسية تطغى عليها. بعد التطرق للإجابة على أسئلة الحضور الغني بالطلبة الباحثين والفاعليين بمجال السياسات اللغوية الثقافية، تم اختتام الحدث بكلمة قصيرة للمسيرة الأستاذة مفتاحة أعمر، حيث عبرت عن امتنانها للأستاذ محمد يعو على عمله الدؤوب وعلى ثقته بالطاقم العلمي والتقني للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. يجدر التذكير بأن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تم إحداثه بالظهير الشريف رقم 1-01-299 من طرف جلالة الملك محمد السادس وذلك بهدف العمل على سياسات لغوية وثقافية من شأنها الحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي باعتباره موروثا مغربيا مشتركا للأمة.