تسببت غازات الكبريت المنبعثة من معامل كيماويات «فوسفور المغرب» بآسفي، ليلة الخميس الماضي في اختناق مجموعة من المواطنين، خصوصا ذوي الحساسية والمصابين بالربو وعلى الأخص المسنين والأطفال والرضع، مما تطلب نقلهم إلى مستشفى محمد الخامس، وهي الاختناقات التي لم تعرف لها المدينة مثيلا، منذ وضع اللبنات الأولى لمغرب كيمياء سنة 1965 . وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر متطابقة عن كون عدد المصابين الذين ولجوا مستشفى محمد الخامس يفوق 60 شخصا، أوضحت إدارة المستشفى، أنه تم إلى حدود الساعة العاشرة من ليلة الخميس، استقبال نحو 20 حالة، كحصيلة أولية، من الأحياء القريبة من معامل الكيماويات والذين سجلت لديهم حالات الحساسية المفرطة. وأضافت إدارة المستشفى أنه تم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين من خلال إمدادهم بالأوكسجين وتوزيع الكمامات. وفي نفس السياق، أكد مصدر من السلطات الإقليمية، أن الوضع يوجد حاليا «تحت السيطرة بعد التوقف المؤقت للعوادم وتحرك التيارات الهوائية»، في حين أكد مواطنون في اتصال مع بيان اليوم، أن المستشفى عرف فوضى عارمة، لغياب قنينات الأوكسجين الكافية، لمواجهة العدد الكبير من المواطنين، خصوصا الذين يعانون أصلا من صعوبات في التنفس. وحسب مسؤول الاتصال بإدارة «فوسفور المغرب»، فإن انتشار غازات الكبريت في مدينة آسفي يعود إلى «عوامل مناخية منها أساسا ارتفاع درجات الحرارة والتحرك البطيء للتيارات الهوائية التي تعمل عادة على تفكيك مقذوفات الغازات المنبعثة من العوادم». وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه العوادم تمتد على ارتفاع يخضع للمعايير المعمول بها في هذا المجال، مشيرا إلى أن «ارتفاع درجات الحرارة خلال اليومين الأخيرين وضعف حركة التيارات الهوائية وكتل الغيوم جعلت مقذوفات الغازات تتمركز فوق المدينة ومنعتها من التوجه نحو البحر». وقال إنه تم إنشاء خلية أزمة ب «فوسفور المغرب» من أجل تتبع الوضع.