على حين غرة وفي تمام الساعة التاسعة من مساء يوم الخميس المنصرم اجتاحت سحابة من الغازات الناتجة عن تفاعل الحامض الفوسفوري، التي أرغمت ساكنة المدينة خاصة بالمنطقة الجنوبية على إخلاء الشوارع التي بدت فارغة قبل وقتها، كما فرضت على مرتادي المقاهي وسط المدينة وجنوبها ترك كراسيهم في حالة من الذهول لأن الأمر لم يكن عاديا ولا عابرا، الشيء الذي نتج عنه في البداية حرقة على مستوى الحلق والأنف مصحوبة بسعال خانق، ثم حرقة في العيون مسيلة للدموع. وأفادت مصادر طبية موثوقة أن عدد حالات الاختناق التي خلفها هذا الحادث والتي اضطرت إلى زيارة المستشفى الإقليمي محمد الخامس أو بعض المصحات الخاصة قد وصل إلى 65 حالة. وقد لوحظت حركة غير عادية أمام المستشفى المذكور لعدد من المصابين الذي اضطر بعضهم إلى وضع واقيات من الهواء الملوث على الأنوف. وكيفما كان مصدر الحادث فلقد كان بالإمكان تفادي ما وقع لو انتبه تقنيو مجموعة «المغرب فوسفور» إلى حركة اتجاه الهواء، خاصة في وقت كانت توجد فيه الأسر مجتمعة داخل بيوتها، كما لوحظ خفوت لهذه الغازات مع مرور الوقت. ومن جهة أخرى أوضحت مصادر رسمية من إدارة المستشفى الإقليمي بآسفي أنه تم إلى حدود الساعة العاشرة ليلا من مساء الخميس استقبال نحو 20 حالة، كحصيلة أولية، من الأحياء القريبة من معامل الكيماويات والذين سجلت لديهم حالات الحساسية المفرطة. وأضافت إدارة المستشفى أنه تم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين من خلال إمدادهم بالأكسجين وتوزيع الكمامات. وأكد مصدر من السلطات الإقليمية التي هرعت إلى عين المكان رفقة مصالح الوقاية المدنية والأمنية، أن الوضع يوجد حاليا «تحت السيطرة بعد التوقف المؤقت للعوادم وتحرك التيارات الهوائية». وحسب مسؤول الاتصال بإدارة «فوسفور المغرب» فإن انتشار غازات الكبريت في مدينة آسفي يعود إلى« عوامل مناخية منها أساسا ارتفاع درجات الحرارة والتحرك البطيء للتيارات الهوائية التي تعمل عادة على تفكيك مقذوفات الغازات المنبعثة من العوادم». وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه العوادم « تمتد على ارتفاع يخضع للمعايير المعمول بها في هذا المجال »، مشيرا إلى أن «ارتفاع درجات الحرارة خلال اليومين الأخيرين وضعف حركة التيارات الهوائية وكتل الغيوم جعلت مقذوفات الغازات تتمركز فوق المدينة ومنعتها من التوجه نحو البحر». وقال إنه تم إنشاء خلية أزمة ب«فوسفور المغرب» من أجل تتبع الوضع.