شهدت مدينة آسفي، ليلة أول أمس الخميس، حالات اختناق حادة لدى العديد من سكان المدينة من مختلف الأعمار وذلك نتيجة استنشاق غازات الكبريت وثاني أكسيد الكربون والفلور، المنبعثة من معامل كيماويات "فوسفور المغرب". وهرعت السلطات المحلية إلى المستشفى الإقليمي بآسفي، رفقة مصالح الوقاية المدنية والأمنية، لمتابعة ما يجري. وأوضحت مصادر متطابقة أن الوضع يوجد حاليا "تحت السيطرة، بعد التوقف المؤقت لتلك الغازات وتحرك التيارات الهوائية". وكانت تلك الغازات خلفت حالات من الذعر والخوف لدى سكان المدينة، الذين صبوا غضبهم على إدارة المجمع الشريف للفوسفاط، معتبرين أن الأمر غير مألوف، داعين إلى فتح تحقيق في هذا التسرب الذي يقولون إنه كاد أن يودي بالعديد من الضحايا، خاصة الأطفال والشيوخ والمرضى، الذين يعانون الحساسية، كما ندد المصابون ب"الإهمال وسوء المعاملة" من بعض العاملين بالمستشفى، مع ضعف الإسعافات الأولية. وأشار أفراد بعض العائلات المتضررة إلى أن الأمر غير مألوف لديهم، ورجحوا أن يكون الأمر تسربا لبعض المواد الكيماوية، تزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى ضعف حركة التيارات الهوائية وكتل الغيوم، ما جعل مقذوفات الغازات تتمركز فوق المدينة، ومنعها من التوجه نحو البحر. وأوضحت مصادر محلية من المكتب الشريف للفوسفاط أن "حالات الاختناق، التي حدثت ليلة أول أمس الخميس، مردها إلى اصطدام مواد كيماوية بكتل هوائية، ما أدى إلى منع تلك المواد من التوجه إلى الأجواء العالية". وأضافت المصادر أن "انتشار تلك الغازات في أجواء مدينة آسفي يعود إلى عوامل مناخية، منها ارتفاع درجات الحرارة، والتحرك البطيء للتيارات الهوائية، التي تعمل عادة على تفكيك مقذوفات الغازات المنبعثة من العوادم، وبالتالي، نتج عن ذلك إصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق". من جهة أخرى، قالت مصادر من داخل مستشفى محمد الخامس بآسفي، إن حوالي 60 حالة استقبلت بالمستشفى، إلى حدود العاشرة والنصف من مساء أول أمس الخميس. وأضافت المصادر أن الإسعافات الأولية قدمت للمصابين، بإمدادهم بالأوكسجين، وتوزيع الكمامات.