قالت دراسة عالمية أجريت تحت إشراف منظمة الصحة العالمية إن عدد وفيات الأطفال حديثي الولادة انخفض في أنحاء العالم لكن التقدم بطيء جدا خصوصا في إفريقيا. وفي حين أن الاستثمار على مدى العقد الماضي في الرعاية الصحية للأمومة والطفولة أدى إلى انخفاض سريع في معدلات وفيات الأمهات ووفيات الأطفال دون سن الخامسة فان التحسن في بقاء الأطفال الرضع في الأسابيع الأربعة الأولى على قيد الحياة أبطأ. وقالت فلافيا بوستريو خبيرة صحة الأسرة والمرأة والطفل بمنظمة الصحة العالمية والتي شاركت في الدراسة «تراجع بقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة رغم وجود حلول موثقة جيدا وفعالة من حيث التكلفة لمنع هذه الوفيات». وتشير النتائج إلى أن معدلات الوفاة بين الأطفال حديثي الولادة انخفضت إجمالا من 4.6 مليون في 1990 الى 3.3 مليون في 2009 لكن بدأت في الهبوط بشكل أسرع قليلا في الفترة بين 2000 و2009. وقال الباحثون إن وفيات الأطفال الرضع في الأسابيع الأربعة الأولى من العمر تشكل الآن 41 بالمائة من مجموع وفيات الأطفال قبل سن الخامسة وهذه النسبة زادت من 37 بالمائة في 1990 ومن المرجح أن تزيد أكثر. ومع ذلك فان الأسباب الثلاثة الرئيسية لوفاة حديثي الولادة -الولادة قبل اكتمال فترة الحمل والاختناق والعدوى الحادة- يمكن الوقاية منها كلها بسهولة نسبيا مع الرعاية المناسبة. وقالت جوي لاون من مؤسسة «انقذوا الاطفال» الخيرية والتي شاركت أيضا في الدراسة إن نقصا خطيرا على مستوى العالم في العمالة المدربة في مجال الرعاية الصحية يمثل عاملا رئيسيا. واضافت قائلة «نعرف أن حلولا بسيطة مثل الحفاظ على تدفئة ونظافة حديثي الولادة والرضاعة الطبيعية يمكن أن تبقيهم على قيد الحياة لكن العديد من البلدان في حاجة ماسة إلى زيادة وتحسين تدريب العاملين في مجال الصحة لتعليمهم هذه الممارسات الأساسية المنقذة للحياة... تدريب المزيد من القابلات والمزيد من العاملين في مجال الصحة المجتمعية يسمح بإنقاذ العديد من الأرواح». والدراسة التي تغطي 20 عاما وتشمل كل الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية البالغ عددها 193، أجراها باحثون من المنظمة ومن مؤسسة «أنقذوا الاطفال» الخيرية وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي. ونشرت الدراسة الأسبوع الماضي في دورية «المكتبة العامة للعلوم».