برزت المنظمات الشبابية خلال الأسابيع الأخيرة من خلال ترافعها الكثيف والقوي من أجل تمثيلية الشباب في المؤسسة التشريعية المقبلة، ويبدو أن الاتجاه العام يسير في اتجاه تلبية مطلبها، إلى جانب مطلب التنظيمات النسائية، باعتماد لائحة وطنية للنساء والشباب. المناسبة، تفرض اليوم استحضار أهمية دور منظمات الشباب، خاصة المرتبطة بالأحزاب، وذلك باعتبارها مدارس حقيقية للتكوين السياسي ولإعداد الأطر الحزبية، بالإضافة إلى أن الشبيبات الحزبية الديمقراطية والتقدمية تميزت طيلة عقود بخوضها معارك سياسية وطنية هامة، بالإضافة إلى أدوارها على الصعيد العربي والدولي دفاعا عن الوحدة الترابية للبلاد، وكل هذا يجعل من هذه الهيئات أدوات أساسية لتعزيز انخراط الشباب في العمل السياسي داخل البلاد، وأيضا لتفعيل الديبلوماسية الموازية المدافعة عن القضايا الوطنية للمغرب. وتفرض هذه الأهمية ليس فقط تقوية حضور هذه المنظمات في المنظومة الانتخابية والمؤسساتية والحزبية الوطنية، وإنما بلورة أشكال مناسبة ومتقدمة لدعم عمل هذه المنظمات داخل المغرب وخارجه، وجعلها شريكا حقيقيا للدولة في مجال الشباب وفي باقي المجالات السياسية الوطنية. من جهة أخرى، إن الشبيبات الحزبية، وخاصة ذات التاريخ والتجربة والمصداقية، مدعوة بدورها إلى تجديد ذاتها بتقوية بنائها التنظيمي والإشعاعي، وبتعزيز انفتاحها على مختلف فئات الشباب، وباقتحام أنشطة ومجالات وأوساط تعكس انشغالات وتطلعات شباب اليوم. الشبيبات الحزبية، وبالنظر لتاريخها ولتعدد تجاربها ولارتباطها المبدئي بأحزاب وبمرجعيات فكرية وسياسية، مدعوة أيضا لتحضر في الميدان وسط حراكات الشباب، ولكي تخوض الحوارات والنقاشات ضد التيئيس والعدمية والمزايدات من كل نوع. إن المطالبة بالتمكين السياسي والقانوني يقتضي كذلك النزول إلى الميدان لصيانة هذه المكاسب ولتفعيلها على أرض الواقع ولتعبئة الشباب للانخراط فعلا في المسلسل الانتخابي والحزبي والسياسي، وحتى لا تبقى اللائحة الوطنية، أو نسبة من تركيبتها، معلقة في الهواء تبحث عمن يملأها. وفي السياق نفسه فإن الانتخابات ليست فقط تلك المتعلقة بالبرلمان، إنما هي أيضا الانتخابات البلدية والإقليمية والجهوية، أي آلاف الانتدابات التمثيلية عبر التراب الوطني، والتي تتطلب استنفارا شبابيا واسعا وتعبئة من لدن المنظمات الشبابية داخل أحزابها، من أجل إنجاح المحطات الديمقراطية المقبلة. وإن الانتخابات تعني أيضا التعبئة الشبابية لمواجهة الفساد والمفسدين، ومحاربة التزوير وشراء الأصوات، وحماية نزاهة الاقتراع ومصداقيته. هي إذن فرصة لشبيباتنا الحزبية الديمقراطية اليوم لتستعيد دورها وألقها، وتنخرط في مسلسل التأهيل الديمقراطي لبلادنا، ولتعبئة الشباب للدفاع عن قيم النزاهة والديمقراطية والتحديث. المغرب اليوم يبني مستقبله، والمستقبل هو الشباب، والشباب مسؤول عن بناء هذا المستقبل، ولذلك فهو مدعو ليكون في عمق التحول الديمقراطي ويفعل في دينامياته. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته