نحو توحيد الصفوف استعدادا للانتخابات وما بعدها قررت أحزاب اليسار، أول أمس الاثنين، في اجتماع احتضنه منزل الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، تأجيل إصدار بيانها المشترك إلى ما بعد عيد الفطر، وتشكيل لجنة مصغرة لتهيئ أرضية العمل التي تحدد بدقة صيغ مواكبة تحديات الاستحقاقات القادمة، وسبل مواجهة التحالفات الجديدة في المشهد السياسي. وقال التهامي الخياري، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، إن تأجيل إصدار البيان المشترك كان قرارا جماعيا اتخذته أحزاب اليسار التي ارتأت تعميمه بداية الأسبوع القادم، مشيرا إلى أن مضامينه واضحة تحدد مسارات توحيد مكونات اليسار لمواجهة المحطات المقبلة، بما فيها الانتخابات التشريعية المبكرة، التي من المنتظر أن تجرى شهر نونبر من السنة الجارية. وإلى حدود اجتماع أول أمس الاثنين، لم يتمكن اليسار من خلق الحدث المتمثل في حضور كل مكوناته إلى طاولة الاجتماع. فالأحزاب التي لبت النداء هي نفسها التي حضرت الاجتماع الأول الأسبوع الماضي وهي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية واليسار الأخضر، والحزب الاشتراكي. وذكر مصدر حزبي لبيان اليوم أن أحزاب الاشتراكي الموحد، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، اعتذرت عن تلبية الدعوة، لاعتبارات اختلفت حسب رد كل حزب على حدة، لكنها اجتمعت، ضمنيا، حول استحالة انضمامها للاجتماع ما لم تتوصل بعد إلى تحديد موقفها النهائي من الانتخابات التشريعية. ووفق مصدرنا الحزبي لم يخل الاجتماع من شد وجدب بين ممثلي الأحزاب الخمسة وهم الحبيب المالكي وأمينة اوشلح عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مصطفى عديشان وامحمد اكرين عن حزب التقدم والاشتراكية، والتهامي الخياري ومصطفى بنعلي وسعيد الطاير عن جبهة القوى الديمقراطية، ومحمد فارس وعمر الزايدي ومصطفى مرزوق عن اليسار الأخضر، وعبد المجيد بوزوبع وعبد السلام بنبراهيم عن الحزب الاشتراكي . وقد أفرزت حدة النقاشات، حسب مصدرنا، قناعات لدى الأحزاب الخمسة بوجود إرادة في استمرارية العمل المشترك، ليس فقط بارتباط مع ظرفية الانتخابات، بل أيضا وأساسا بارتباط مع حاجيات البلاد لدور اليسار الطلائعي لمرحلة ما بعد الدستور الجديد ولعطاءات هذا اليسار الذي ستظل أبوابه، حسب التهامي الخياري، مفتوحة في وجه باقي مكوناته. وتأسيسا على هذه القناعات، قررت الأحزاب المجتمعة أول أمس، عقد ندوة فكرية مفتوحة على كل مكونات اليسار استدعي لها خبراء في المجال السياسي وحددت لها مجموعة من مواضيع الساعة سيتم اختيار إحداها للتداول والنقاش. وترمي أحزاب اليسار من وراء هذه الندوة الخروج بمجموعة من الخلاصات ستشكل ميثاقا للعمل المشترك الآني والمستقبلي.