تجري القوات العسكرية البحرية الإسبانية والمغربية مناورات عسكرية بحرية مشتركة هذه الأيام في مياه خليج إقليم قادس، في إطار التعاون العسكري المغربي الإسباني، وتشارك في العملية التي أطلق عليها اسم «مايس 2010» كل من الفرقاطة الحربية الإسبانية «نومانسيا» والفرقاطة المغربية «محمد الخامس». واستنادا لمصادر صحفية، فإن القوات البحرية للبلدين ستقوم خلال مناورات «مايس 2010» بتمرينات مبرمجة في الميناء وفي أعالي البحار بهدف تحسين المهارات العسكرية لقوات الطرفين، وكذا اختبار أساليب عمل كلي البحريتين. وفي مرفأ روتا بقادس سيتم التمرن على العديد من العمليات العسكرية منها تغطية الأمن الداخلي، عمليات الطيران، عمليات الاعتراض البحري، حماية القوات، عمليات الغوص والحوادث المرتبطة به، إجراءات السلامة المرتبطة بالقصف المدفعي، الصحة البحرية، التدريب في المحاكي التكتيكي. كما سيتم في أعالي البحار إجراء تمارين مرتبطة بملاحقة السفن المتورطة في أنشطة غير قانونية وتداريب حرب السطح والتطورات التكتيكية والأمن الداخلي، والاتصالات والمناورات البحرية. وستنتهي هذه المناورات بالدخول إلى ميناء الدارالبيضاء حيث سيتم تحليل ودراسة نتائج التجربة البحرية بين البلدين، وتقييم المستوى العام للمناورات وهل حققت الأهداف المرجوة. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر صحفية أن الكثير من التقارير العسكرية تتحدث عن تخوف إسبانيا والمغرب وكذلك الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي من وقوع حوادث إرهابية في مضيق جبل طارق، سيما بعدما كان المغرب قد فكك منذ سنوات خلية خططت لضرب سفن الأسطول السادس. وكانت وزارة الدفاع الإسبانية قد أصدرت تقارير حول أهمية «الأمن البحري» في ندوة مغلقة عند بداية السنة الجارية في العاصمة مدريد حول التصور المستقبلي لضمان الأمن في مضيق جبل طارق والمياه الإقليمية للدول المجاورة. وفي موضع متصل، أشاد جنرالات الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمستوى الكبير الذي وصلت إليه عناصر القوات المسلحة المغربية،والذي ترجمته على أرض الواقع خلال مناورات الأسد الإفريقي التي اختتمت أخيرا. ووصف الجنرال الأمريكي «بيتر هايمان» الجيش المغربي بالعظيم مؤكدا أن أفراد القوات المسلحة الملكية المغربية يتوفرون على خبرات عالية وكفاءات متطورة جدا. ومن جهته أكد قائد كتيبة الاستطلاع المدرعة «ماثيو روس» بأن القوات المغربية محترفة جدا، وأبانت عن قدرات قتالية ودفاعية محترمة جدا ، فيما قال العريف «جون سوندرز» من مشاة البحرية الأمريكية إن الجيش المغربي يتوفر على جميع المؤهلات ومواصفات الجيش القوي. كما قال غوردون بلوغ قائد مشاة البحرية الأمريكية «إن الجيش المغربي لديه قدرات مهمة أبان عليها خلال التداريب المشتركة مع القوات الأمريكية، ومن جهته قال الرقيب تيموثي جينا من مشاة البحرية إن المدهش في المناورات العسكرية التي جمعت بين القوات الأمريكية والمغربية أن عناصر الجيش الأمريكي لم تجد صعوبة في التواصل مع عناصر القوات المسلحة المغربية حيث يتقنون جميع اللغات،وبالتالي لم يكن الجيش الأمريكي في حاجة إلى الاستعانة بمترجم. وجاءت هذه التصريحات عقب اختتام مناورات الأسد الإفريقي بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي اختتمت أخيرا،والتي أطلق عليها اسم الأسد الإفريقي 2010 وتندرج هذه المناورات، التي ترعاها القيادة الإفريقية «أفريكوم»، في إطار برنامج سنوي للتدريبات العسكرية المشتركة من أجل تفاعل أكبر بين جنود البلدين، وتعزيز التنسيق والتعاون بينهم، والفهم المتبادل للتكتيكات والتقنيات والإجراءات العسكرية الخاصة بكل بلد. وتضمنت هذه المناورات التدريب على فنون القيادة العسكرية الميدانية، واستعمال الأسلحة، والتموين الجوي بالوقود، والتحليق بعلو منخفض، بالإضافة إلى برامج حول الدعم الطبي والبيطري، والعمليات الإنسانية، وعمليات حفظ السلام، بالإضافة إلى أشغال تهيئة ميادين العمليات وبناء المعسكرات. وقامت عدة وحدات عسكرية من الفيلق 23 لقوات المار ينز بإدارة المناورات الخاصة بمركز القيادة، والتكوين الثنائي على مستوى الوحدات العسكرية، والتكوين الخاص بمؤهلات استعمال الأسلحة، وعمليات الحفاظ على السلام مع وحدات القوات المسلحة الملكية.