نبيل بنعبدالله في لقاء مع الأطر بالدارالبيضاء حول موضوع «ورش البناء الديمقراطي مسؤولية الجميع» المغرب في حاجة إلى اعتماد مقاربة سياسية مغايرة تماما للمقاربة المعتمدة في الانتخابات التشريعية لسنة 2007» القوة التي يمكن أن تشكل دعامة التغيير والإصلاح بالمغرب في الوقت الراهن هي الكتلة الديمقراطية مع انفتاحها على باقي مكونات اليسار وصف نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، المرحلة التي نعيشها حاليا ب»المعقدة والصعبة»، وأن المغرب استطاع تدبيرها على خلاف مايحدث في بلدان عربية أخرى، ماتزال تتخبط في نظره في مآس ومشاكل متعددة، كسوريا ومصروليبيا وتونس، متسائلا في الوقت نفسه، إن كان المغرب قد اجتاز فعلا وبصفة نهائية هذه المرحلة، من خلال الدستور الجديد. وأضاف الأمين العام للحزب، في لقاء تواصلي (فطور مناقشة) حول موضوع «ورش البناء الديمقراطي مسؤولية الجميع»، المنظم من طرف الحزب في إطار برنامج «أبواب الحزب مفتوحة «ليلة أول أمس بالدارالبيضاء، بحضور عشرات من الأطر من مختلف القطاعات والمهن ومثقفين، إضافة إلى عدد من أعضاء الديوان السياسي واللجنة المركزية للحزب، أن «المغرب اليوم، في حاجة إلى مؤسسات حقيقية منتخبة ذات مصداقية، من أجل إعادة الثقة بين الشعب ومؤسساته، وأن ذلك لن يتأتى إلا باعتماد مقاربة سياسية جديدة تكون في مستوى هذه الوثيقة الدستورية، ومغايرة تماما للمقاربة المعتمدة في الانتخابات التشريعية لسنة 2007». وأكد أن الدستور الجديد جاء بمضامين متقدمة، مقارنة مع الدستور السابق، وأن طموح الحزب هو تعميق مسار التنمية، لكن من دون شك، يستدرك الأمين العام، فهناك من لايشاطر هذا التوجه، وبالتالي هناك مخاطر، وأن جميع الاحتمالات واردة، بما فيها إمكانية التراجع عما تم تحقيقه من مكتسبات. وقال أيضا، بأن المغرب يعيش اليوم مخاضا، ليس بسبب مسلسل الانتخابات المقبلة (التشريعية، الجهوية، المحلية..)، الذي قد يستمر لمدة سنة، بل بسبب المقاربات المختلفة والمتضاربة بشأن المؤسسات التي سيتم انتخابها، وأوضح في هذا الصدد، أن المحطة الأولى من هذه المعركة التي يجب خوضها اليوم، تتمثل في منح بلادنا مؤسسات تحظى بثقة الشعب ونخب ذات كفاءة». ولم يخف نبيل بنعبدالله، تخوفه من عودة الفاسدين إلى المؤسسات المنتخبة من خلال استعمال المال الحرام وبالتالي إفراز برلمان يضم نفس الكائنات الانتخابية، وبنفس التوجهات في حال اعتماد نفس المقاربة لسنة 2007، وأن الأمر يقتضي في نظره، بعد التصويت الإيجابي على الدستور الجديد، إرادة سياسية قوية من أجل إقامة مؤسسات ذات مصداقية لربح الرهان المطروح على المغرب. وبعد أن عرج إلى الحديث عن التحالف الأخير بين أربعة أحزاب، قال انه لايمكن أن يشكل بديلا، لكونه يفتقد للاستقلالية، مؤكدا في الوقت نفسه، أن «القوة التي يمكن أن تشكل دعامة التغيير والإصلاح بالمغرب في الوقت الراهن هي الكتلة الديمقراطية» وأن حزب التقدم والاشتراكية سيعمل في اتجاه أن تكون الكتلة الديمقراطية العمود الفقري لمسلسل التغيير. وأوضح بالمناسبة، أن لقاءات ستتم مع باقي مكونات اليسار، من أجل إحياء الجسد التقدمي الديمقراطي الممكن، في أفق العمل على صياغة مواقف موحدة من قضايا تتعلق أساسا بالمقاربة الانتخابية، والبرنامج الحكومي، وطريقة بلورة مضامين الدستور الجديد، مبرزا الحاجة الماسة إلى أن «يكون صوت الديمقراطيين موحدا»، لكون المرحلة الحالية التي يجتازها المغرب تتطلب فرز قوى سياسية قادرة على الاستجابة للمطالب الاجتماعية للجماهير المتطلعة إلى العيش الكريم والكرامة، وختم مداخلته، بتأكيده على «قدرة النضال على تغيير الواقع، وأن تحقيق الإصلاح والتغيير، رهين أيضا بالمشاركة المكثفة للجماهير في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة».وكان عبد الأحد الفاسي الفهري، عضو الديوان السياسي للحزب، قد افتتح هذا اللقاء التواصلي، بكلمة أبرز فيها مدى أهمية هذه اللقاءات التواصلية التي ينظمها الحزب، باعتبارها فضاء للتحاور والنقاش، وتعكس مدى حاجة الحزب أيضا للاستفادة من كفاءات وتجارب الأطر والمثقفين، لكي يساهموا بدورهم من موقعهم في صياغة مواقف الحزب من مختلف القضايا المطروحة. وبعد أن تحدث عن دور الأطر والمثقفين ومدى تأثيرهم في المجتمع، على غرار فئات أخرى في المجتمع، دعا الأطر والمثقفين الحاضرين إلى المساهمة في تعزيز العمل السياسي الذي يقوم به حزب التقدم والاشتراكية، خصوصا في هذه المرحلة الخطيرة التي يعيشها المغرب، والمفتوحة على كل الاحتمالات، حيث يمكن إما أن تشكل فرصة حقيقية للبلد للتطور نحو الأفضل على مستوى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومحاربة كل أشكال الفساد، أو أن تعرف هذه المرحلة انتكاسة في المجال الديمقراطي وفي المكتسبات الاجتماعية. ومن جهته، وفي ختام هذا اللقاء التواصلي، الذي استمر لأكثر من أربع ساعات، شكر عبد الرحيم بنصرالكاتب الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة الدارالبيضاء، كل الذين لبوا دعوة حضور هذا اللقاء، وكذا الذين ساهموا في إغنائه بتساؤلاتهم واستفساراتهم، ضاربا موعدا للجميع في لقاءات وأنشطة أخرى، تنظم على مدار السنة.