أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبدالله، أمس الأربعاء بالرباط، أن المغرب، وعلى خلاف العديد من البلدان العربية الأخرى، كان سباقا إلى إقرار التعددية السياسية والحزبية واعتماد إصلاحات اجتماعية واقتصادية همت العديد من الميادين. وقال نبيل بنعبد الله خلال مباحثات أجراها مع وفد عن الحزب الشيوعي اللبناني، يقوم حاليا بزيارة للمغرب تستمر إلى غاية 7 مارس الجاري، إن ما يشهده المغرب من حركات مطلبية ليست وليدة ضغوط إقليمية، بل إن الأمر لا يعدو كونه حلقة في مسلسل يشهده منذ عدة سنوات، مؤكدا أن السلطات دأبت على التعامل مع هذه الدينامية الشبابية بشكل "سلمي وعادي". واعتبر بنعبد الله في نفس السياق أن (حركة 20 فبراير) تعبر في محصلتها عن سقف من المطالب التي كانت تتداولها العديد من المنابر الحزبية والإعلامية منذ سنوات، مضيفا أن انخراط الشباب، وخصوصا غير المتحزب منه، في هذا الحراك الإصلاحي أضفى "نفحة جديدة على الدينامية الإصلاحية بالمغرب"، وأنه بات من الواجب "الإنصات إلى هذه المطالب". وأكد أن المغرب مطالب بإدخال جيل جديد من الإصلاحات، خصوصا الدستورية والسياسية منها، واتباع نهج متزن إزاء التعامل مع حركية الاحتجاجات، وذلك بما يتماشى مع التعددية والانفتاح الذي ارتضاه المغرب نهجا لا جدال فيه. وأبرز أن الانخراط في مسلسل الإصلاح يجب أن ينطلق في ظل الاستقرار، بعيدا أن أية مزايدات أو استغلال سياسوي، أو أعمال شغب. وأشار بنعبد الله في هذا الصدد إلى أن تفعيل الجهوية الموسعة "يمكن أن يشكل مدخلا هاما لأجرأة جملة من الإصلاحات السياسية والدستورية بالمغرب". وأوضح أن تفعيل الجهوية الموسعة بالمغرب "يستدعي بالضرورة إدخال إصلاحات تتعلق على الخصوص بفصل السلط وقانون الانتخابات". وفي ما يتعلق بتفعيل نهج الإصلاح، ذكر بنعبد الله بأن الحزب دعا إلى اتخاذ مبادرات إلى جانب حلفائه في الكتلة الديمقراطية واليسار والأغلبية وباقي مكونات الحقل الحزبي تروم بالأساس التوافق حول مقاربة شمولية للإصلاح تدمج المطالب الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الكفيلة بتحصين المكتسبات وتجاوز الاختلالات وفتح الآفاق. ومن جانبه، أكد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، خالد حدادة، أن "هناك حالة عربية جديدة" في طور التبلور تروم القضاء على الجمود وتحريك قطار الإصلاحات السياسية والاقتصادية وشق طريق التغيير، بعيدا عن أي تدخل أمريكي أو إسرائيلي. واعتبر أن العالم العربي بعد سقوط النظامين التونسي والمصري لن يعود كما كان عليه قبل ذلك، وأن تأثير هذا التغيير سيشمل أيضا منظومة القيم والعلاقات الجيو استراتيجية السائدة في الأقطار العربية. وتأتي زيارة وفد الحزب الشيوعي اللبناني، برئاسة أمينه العام خالد حدادة للمغرب، في أعقاب مشاركة حزب التقدم والاشتراكية في لقاء الأحزاب اليسارية العربية المنعقدة أخيرا ببيروت، وكذا في سياق عربي يتميز بحراك سياسي واجتماعي وما يفرزه من تطورات. ويتضمن برنامج هذه الزيارة إجراء مباحثات سياسية مع بعض المسؤولين الحكوميين والمؤسساتيين وفعاليات سياسية ومدنية مختلفة.