رهان كبير على الجودة ومغامرة لاكتشاف نوع مختلف من النجوم بعد برامج المسابقات التي تتوخى اكتشاف النجوم والمواهب الجديدة في الفن والثقافة والعديد من الفعاليات، كانت دوزيم رائدة خلالها على المستوى الوطني، تقرر القناة مؤخرا ركوب المغامرة ، مغامرة الانتاجات الكبرى ذات القيمة والجودة العالية، ومغامرة اكتشاف نجوم ومواهب من نوع مغاير و مختلف، أو على الأقل هذا ما بدا جليا خلال اللقاء الذي عقدته القناة الثانية بالدار البيضاء مع ممثلي مختلف المنابر الإعلامية الوطنية وتميز بحضور منتجين ونقاد ومهتمين بشأن الإعلام السمعي البصري، ليلة الثلاثاء الماضي، ليقدم طاقمها وفي حضور مديرها العام سالم الشيخ بكل اعتزاز آخر إنجازات دوزيم.اللقاء الذي كان مضمونه بث ما قبل أول لبرنامج مسابقات تلفزيون الواقع التفاعلية تحت عنوان «دكارفاس اكسبريس» سيتمكن المشاهد المغربي من متابعة حلقاته خلال الأيام القليلة القادمة، و بالضبط بداية من مساء يوم الثلاثاء 16 غشت الجاري على الساعة 10 و10 دقائق. والبرنامج هو عبارة عن نسخة مغربية من البرنامج العالمي «بكين اكسبريس» قامت القناة الثانية بشراء حقوق بثه، وتكلفت بتنفيذ إنتاجه شركة Disconnected Productionبفريق تجاوز عدد أفراده 50 تقنيا خضعوا للتأطير من طرف خبراء دوليين توخيا لإخراج هذا المنتوج بما يستجيب للمعايير الدولية. ومن باب الإنصاف والموضوعية، صفقنا طويلا للقناة على هذا المجهود الهائل والرائع، في نفس الوقت الذي بدل في سبيل إخراج هذه المغامرة التي يبدو أنها ستحوز رضا أوسع الشرائح من الشعب المغربي باعتبار البرنامج مفتوحا على جميع الفئات والأعمار وباعتبار الغنى الذي يحتويه فهو عبارة عن مغامرة مثيرة تتضمن العديد من الجوانب من ضمنها الترفيهي، الثقافي، السياحي، مع الكثير من الإثارة برنامج جدير بالمتابعة، بلحظاته المحبطة وقفزاته الكوميدية وطابعه التنافسي الشديد الذي يتطلب من المشاركين التوفر على قدرة جسدية ونفسية كبيرة، القدرة على التحمل وعلى التعايش، التوفر على روح التعاون وروح الفريق، المفاجأة الكبرى أن هذا البرنامج تربوي في مضمونه يمرر خطابا عن قدرة الإنسان المتباري على تقبل وضعه وهو يتخلى عن عالمه وعن أشيائه الصغيرة وعاداته الخاصة ليجد نفسه رفقة رفيق قد يختاره وقد تشاء الظروف أن تختاره بدلا عنه، على الطرقات، في حالة من (الفقر الشديد) حيث لا يخصص للمتبارين سوى 10 دراهم مغربية للفرد الواحد ويوميا، مع حظر استغلال هذه العشرة دراهم في أداء أجرة النقل لأن التنقل يتم عبر الأقدام والأطوسطوب، يجد المتباري ورفيقه وجها لوجه أمام نفسيهما وأمام كل التحديات، لجمع خيوط الألغاز التي تضعها المسابقة في طريقهما. مغاربة وأفارقة نساء ورجال، شباب وكهول، أصدقاء، أزواج وإخوة كذلك، من كل الشرائح والفئات والأعمار ومن مختلف الطبقات الاجتماعية كذلك، هذه هي مواصفات المتبارين منقسمين إلى 8 فرق، يتشكل كل فريق من فردين، حيث ينخرط الجميع في رحلة تجوب بهم السنغال وموريتانيا وصولا إلى فاس في المغرب، بعد اجتياز تجارب وظروف متباينة بعضها يشد الأعصاب وبعضها باعث على الضحك خليط من المشاعر تتراوح بين السعادة والإحباط، الخوف والمقاومة إخراج أوراق التجربة الذاتية العميقة ولعب أوراق الحظ في نفس الوقت، تحسبا للإقصاء الذي يتعقب كل فريق يحل أخيرا عند عبور خط الوصول في كل مرحلة، وهكذا إلى آخر أشواط المغامرة، حيث سيتنافس الفريقان المؤهلان على الظفر بنهائي المسابقة، الذي تبلغ قيمته جائزته 25.000 درهم. نقطة حسنة جديدة لابد من التأكيد عليها وتسجل للقناة هو اعتمادها على الدارجة الوطنية في مختلف مراحل المسابقة التي ينشطها الإعلامي اللامع الشاب هشام مسرار لتكون المسابقة قريبة من وجدان واستيعاب المشاهد المغربي أولا ومن أجل خلق شروط تفاعل أفضل ومعايشة أكثر عمقا. وجاء في بلاغ للقناة الثانية أن المشاهد المغربي مدعو من خلال «دكار / فاس إكسبريس» إلى إعادة استكشاف أعرق المواقع التاريخية الإسلامية والصوفية وغنى المشاهد الطبيعية التي تميز بلدان المنطقة عبر تتبعهم للأحداث الطارئة والمفاجآت التي يمكن أن تعترض المتسابقين خلال هذه الرحلة....هذا البعد الروحي الذي يمكنه أن يغني برنامجا يتوخى أن يكون ترفيهيا ومسابقة إنسانية تهدف إلى إبراز غنى المشاهد الطبيعية الآسرة التي تغطي مسافة عبور تناهز 5000 كيلومتر.