حال تدخل دول مجموعة العشرين والبنك المركزي الأوروبي، أمس الاثنين دون انهيار الأسواق المالية، وذلك في أعقاب تخفيض وكالة (ستاندارد اند بورز) تصنيف الولاياتالمتحدة الائتماني. فبعدما فتحت أسواق المال الأوروبية أمس الإثنين على انخفاض، استأنفت هذه الأسواق الصعود خلال دقائق من بدء المبادلات الأولى، إذ سجلت باريس ارتفاعا طفيفا (15ر0 بالمائة) وكذلك لندن (35ر0 بالمائة) بينما لم تخسر بورصة فرانكفورت سوى 20ر0 بالمائة. كما ساد الارتياح في بورصتي مدريد مع تسجيل ارتفاع بنسبة 4ر3 بالمائة وميلانو (3 بالمائة) على إثر إعلان تدخل البنك المركزي الأوروبي في أسواق السندات. وأكد وزير المال والاقتصاد الفرنسي فرنسوا باروان في نفس اليوم، أن البنك المركزي الأوروبي مستعد لإعادة شراء الديون الاسبانية والايطالية في حال انسحاب مستثمرين. وكان البنك المركزي الأوروبي قد أعلن أول أمس الأحد أنه سيتدخل «بشكل فعال» في سوق سندات الخزينة الأوروبية لمواجهة تفاقم أزمة الديون في منطقة اليورو. من جانبهم، تعهد وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة (جي 7) خلال مؤتمر عبر الهاتف اليوم خصص لبحث تداعيات أزمة الديون التي تشهدها منطقة اليورو والولاياتالمتحدة، «باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لدعم الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي» في مواجهة «عودة التوتر إلى أسواق المال». وقالت الرئاسة الفرنسية لمجموعة (جي 7) في بيان صدر في باريس أنه «ليس هناك أي تغير في الأسس يبرر التوترات المالية التي تعرضت لها مؤخرا إيطاليا وإسبانيا»، البلدان اللذان وضعتهما أسواق المال في الأيام الأخيرة نصب أعينها. من جهتها، تعهدت مجموعة العشرين باتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل ضمان الاستقرار المالي للأسواق العالمية والعمل على تنسيق الأنظمة المالية، سعيا إلى تحفيز النمو الاقتصادي على نطاق واسع. وأوضح بيان أصدرته كوريا الجنوبية أن الدول الأعضاء في المجموعة ستبقى على اتصال وثيق خلال الأسابيع القادمة وتعمل من أجل «ضمان الاستقرار المالي والسيولة في الأسواق المالية». وتعهد وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في الدول العشرين الأكثر ثراء «باتخاذ كل المبادرات الضرورية بشكل منسق لدعم الاستقرار المالي وتشجيع نمو اقتصادي أقوى، بروح من التعاون والثقة». كما تعهد حكام البنوك المركزية لدول المجموعة بالعمل الجاد بغية التوصل إلى نتائج أكيدة تدعم نموا اقتصاديا متينا ومستداما في إطار الأهداف التي عينتها المجموعة للتعامل مع تداعيات أزمة الدين الأمريكي. وسجلت البورصات الأسيوية صباح اليوم تراجعات كبيرة، حيث خسرت بورصة طوكيو 18ر2 بالمائة، لكن إعلاني مجموعتي العشرين والسبع أوقفا تدهورها. ورحب وزير المالية الياباني يوشيهيكو نودا باتفاق دول مجموعة (جي7) الاقتصادية الصناعية على العمل المشترك والتصرف بشكل مناسب إزاء الأوضاع التي يشهدها سوق العملات الأجنبية، معربا عن الأمل في أن يهدئ بيان المجموعة المشترك الأسواق ويؤمن النمو فيها. وقال نودا في مؤتمر صحفي اليوم إنه «بوصف اليابان عضوا في مجموعة (جي7) نرحب بسلسلة التدابير التي تم اتخاذها في كل من الولاياتالمتحدة وأوروبا». وفي رد على سؤال حول تخفيض (ستاندرد اند بورز) للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة بدرجة واحدة، قال وزير المالية الياباني «إن الثقة في سندات الولاياتالمتحدة لا تتزعزع». من جانبها، أثنت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد على المساعي الأوروبية لمعالجة الوضع المالي. وأعلنت لاغارد في بيان «أرحب بتصريحات البنك المركزي الأوروبي والقادة الفرنسيين والألمان وكذلك مجموعة السبع، وبالتزامهم المتجدد باتخاذ كل التدابير الضرورية بشكل منسق لضمان الاستقرار وتوفير السيولة في الأسواق المالية». وأوضحت أن «هذا التعاون سيساهم في الحفاظ على الثقة وتشجيع النمو الاقتصادي العالمي».