مع مطلع الموسم الرياضي الحالي، أصبح من الضروري التمتع باستراحة قصيرة في محطة النقد الذاتي، وذلك من خلال خلوة تقييمية لسلبيات الموسم الماضي، والتطلع الى إصلاح الأخطاء، لينعكس ذلك على المردود، لتقديم إنتاج سليم معافى مبني على التطور والتجدد. لا يمكن أن نغفل ما تقدم من انتقادات لإعلامنا الرياضي، خصوصا المرئي، وفي المقدمة القناة الرياضية، فالكل يعلم أن الرياضة ميدان فسيح وممارسة نشيطة يتزايد الاقبال على مشاهدتها يوما بعد يوم وخصوصا إذا كانت تدخل في إطار المنافسات القارية والدولية. وكلنا نعلم مدى الاهتمام الكبير الذي يحرص عليه المشاهدون لمتابعة أطوار التظاهرات الرياضية العالمية والقارية والبطولات الوطنية. فمنذ إنشاء القناة خصصت بعض الصحف الوطنية حيزا من صفحاتها لنشر آراء وانتقادات وإبداء الرأي، إلا أن هذا لا يعني الرغبة المطلقة للطعن في كفاءة الزملاء الصحفيين أو المنتجين. إنه مهما كان فجل الصحفيين الرياضيين يشتركون نفس الفضاء، وهم الجميع، قاسمهم المشترك هو تقديم المادة الاعلامية المطلوبة للطرف المعني كان قارئا أو مستمعا أو مشاهدا. أقول هذا لكون بعض الزملاء بالقناة الرياضية يعتبرون كل عمل تحليلي أو نقدي لبرامجهم بمثابة سلوك عدواني يسيء لهم ويخلق لهم المتاعب والمشاكل. فإبداء رأي أو موقف تجاه عمل لا يرقى إلى المستوى المطلوب لا ينفي وجود طاقات تبدع وتجتهد كما أن هناك كفاءات تعتمد على الموضوعية ولها دراية بالمواضيع التي تتناولها، بالمقابل هناك نقص في النضج والأفكار والتصورات لدى البعض يتحتم تداركها وبالتالي تصحيحها إرضاء للمشاهد الذي مافتئ ينتقدها. وللوصول الى هذا المطمح لابد أن يوضع السلوك النقدي الاعلامي على سكته السليمة، مع حتمية الاجتهاد والتطور لارساء فعل إعلامي يرقى الى المكانة المرغوبة لدى المشاهد من طرف قناة متخصصة في الاعلام الرياضي. فالإعلام الرياضي تبرز سلطته عبر فعالية متميزة تساهم في دفع عجلة الممارسة الرياضية الى الأمام. والمراحل التي قطعها الإعلام الرياضي الوطني، كفيل بإفراز قناة متخصصة وجادة تلبي طموح ورغبة الجماهير الرياضية العريضة، فالقناة الرياضية وما تحظى به من مشاهدة واسعة، وما لأهمية القطاع الإعلامي الرياضي أن تسارع في إعادة النظر في العديد من برامجها ومن يديروها، حتى تكون بمثابة عنصر قادر على خدمة المجال الرياضي ببلادنا. يمر المغرب حاليا بمرحلة انتقالية جد هامة، والمواطنون المغاربة مسلحون بإيمان العمل الجاد والمتواصل، والكل مشمر على سواعد الجد لشق طريق التغيير والتجديد والتطور، ومادام الكل منخرط في التحرك المستمر والمتواصل لإزساء ديمقراطية حقة، فلابد للإعلام الرياضي عبر تلفزة متخصصة، أن يواكب هذه التطورات لتقديم منتوج يليق بسمعتها وسمعة بلادنا.