قرار الجامعة الملكية لكرة القدم برفض إسمي محمد بنهاشم وحسن الركراكي للإشراف على فريقي وداد فاس وشباب الريف الحسيمي، على التوالي قرار يثير الاهتمام، فمعنى ذلك أننا قد لا نشاهد بنهاشم والركراكي بأول بطولة احترافية لأنهما لم يستجيبا لشرط الجامعة بخصوص الشهادات المؤهلة لتدريب فريق محترف = دبلوم الرخصة (أ) أو دبلوم الدرجة الثالثة، مع الكثير من التحفظ على قانون الاحتراف الذي جاء قبل الموعد المحدد لقدومه.. قرار يأتي ليطرح تساؤلات حول الطريق التي ستسير فيه جامعة الكرة في ظل تعاملها مع قانون الاحتراف المزمع إطلاقه الموسم الرياضي القادم، قانون يمس جميع الفعاليات القريبة من لعبة كرة القدم، أندية، لاعبين، مدربين، مسيرين.. احتراف يقال أنه سيغير الكثير في خارطة الكرة ببلادنا التي تتخبط في مشاكل لا تعد ولا تحصى بسبب الفوضى وأشياء أخرى. رفضت الجامعة بنهاشم لتدريب الوداد الفاسي، معللة ذلك بعدم توفره على رخصة مدرب بالقسم الوطني الأول، علما أن بنهاشم الذي التحق مؤخرا بالفريق الفاسي درب الموسم فريق الرشاد البرنوصي، وقبل ذلك أشرف على اتحاد طنجة، وكما نعلم فكلها أندية تمارس بالقسم الوطني الثاني، وهذه هي الذريعة التي لجأت لها الجامعة لحرمان مدرب تعلم ودرس بكندا من تدريب فريق سيغدو بموجب قانون الجامعة «محترفا»!!؟ ولن يكون بناهشم فقط المتضرر الوحيد جراء هذا القانون المجحف، ففريق الخفافيش سيجده نفسه في موقف محرج بالبحث من جديد عن مدرب جديد للفريق، والمثير للضحك أنه قد لا يجد مدربا بمواصفات الجامعة.. فماذا يفعل؟ هل يشد الرحال إلى الدرجة الثانية!!؟ مدربا آخر وقع في شراك الجامعة، يتعلق الأمر بحسن الركراكي الذي تم رفضه هو الآخر من طرف جامعة الكرة لتدريب شباب الريف الحسيمي ببالبطولة الاحترافية، رغم أن الركراكي يتوفر على دبلوم رخصة (أ) من مركز تكوين المدربين بهامبورغ الألمانية ويملك في جعبته العديد من الشهادات التي تخول له مزاولة التدريب على أعلى مستوى، إلا أن للجامعة رأيا آخر يحترم.. بينما الفريق الحسيمي سيصبح في موقف لا يسر عدوا ولا حبيبا إذا ما أجبر على التخلي عن الركراكي الذي استلم الفريق الموسم الماضي وأنقذه من شبح الهبوط إلى القسم الثاني، ولو كان يعلم بالمستقبل لفضل نزول الفريق حتى يظل يحافظ على منصبه مدربا، على أن يقع تحت ضغط التمييز بالسماح لمدربين يمتلكون نفس الدبلوم بمزاولة المهنة بالدوري الاحترافي فيما يحرم هو من ذلك، السبب يعود إلى جغرافية المكان، فدبلوم الركراكي ألماني جنسية وهو غير صالح والدبلوم الكندي، دون إغفال أن مصطفى مديح حاصل على دبلوم ألماني، في حين أن جامعتنا تفضل الدبلومات الناطقة باللغة الفرنسية خاصة فرنسا وبلجيكا. كل هذا يضعنا أمام تساؤل واحد: هل من المفروض على المدرب المغربي أن يتجه نحو بلد محدد للحصول على دبلوم يؤهله للتدريب بالبطولة الاحترافية ؟ ربما قد تكون الجامعة عقدت شراكة مع مراكز التكوين بفرنسا وبلجيكا، كشرط للسماح لي إطار وطني بالإشراف على «الأندية المحترفة».. شرط غريب ولا منطق فيه، والأغرب أن تقف ودادية المدربين بجانب القرار الجامعي الذي سيضر بنهاشم والوداد الفاسي من جهة، والركراكي وشباب الريف الحسيمة من جهة ثانية، دون أن تتدخل لمصلحتي مدربين أبانا عن كفاءات عالية في البطولة الوطنية.. وإلى أن يجد المدربان حلا لمعضلة المواصفات الجامعية، ينتظر أن تدخل الودادية على الخط لحل مشكل يقض مضجع فريقين نجح في ضمان بقائهما بقسم النخبة، لكنها إن نجحت في إقناع الجامعة فستكون قد نجحت في تحقيق شيء يحسب لها بإنصاف اثنين من المحسوبين عليها. على الجامعة أن تفهم أن التدريب وأي مهنة أخرى ليست مقرونة بالشهادات، فالأولوية تبقى للكفاءات.. وما دامت الكفاءة موجودة فليس هناك شيء يمنع التغاضي عن غياب مجموعة من الأوراق التي تشهد على أن صاحبها إطار مؤهل لتدريب فريق محترف.. بينما الواقع يشهد على شيء آخر. وهو أن الكفاءات قد تموت لأنها لا تملك الشهادات!!!