من المنتظر أن تكون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد أعلنت عن أسماء الأندية التي استوفت شروط دفتر التحملات المحددة من جامعة الكرة للمشاركة في أول بطولة احترافية بالمغرب بدء من الموسم القادم، علما أن الجامعة قد منحت لبعض الأندية مزيدا من الوقت من أجل تدبير مبلغ 900 مليون سنتيم، وهو ما جعل بعض الأندية تبحث عن مصدر يمكن أن يمنحها أو يقرضها ذلك المبلغ. المهم أن تتحصل عليه، لأن الاحتراف من منظور الجامعة يعني توفر الفريق على حساب بنكي برصيد تسعة ملايين درهم ... هذا هو الاحتراف بكل حرفية من الجامعة. جامعة تحتاج هي الأخرى إلى دخول عالم الاحتراف وتترك قسم هواة التسيير الرياضي !!؟ مخز في حق الجامعة أن ينطلق الاحتراف بهذه الطريقة، فأندية كثيرة ما تزال تتخبط وسط مشاكل من قبيل عدم منح المستحقات المالية العالقة في ذمتها للاعبين، جموع عامة لا تقدم ولا تؤخر، أزمات مالية .. والأمر أن تجعل الجامعة من الموسم القادم نقطة لركوب الأندية قطار الاحتراف رغم أنها كانت قد حددت 2010 كتاريخ للخروج من عالم الهواية، وذلك بإيعاز من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). هذا الأخير ظل ينتقد الدوري المغربي بسبب عدم تمكنه من ولوج الاحتراف وتطبيق القانون فيما يتعلق بالفرق وعقود اللاعبين وعائدات النقل التلفزي وغيرها من الأمور الجاري العمل بها في الدوريات الاحترافية، وهو لا يعلم حال الكرة ببلادنا لكي يطالبنا بشيء أكبر من استطاعتنا. الجامعة تعتقد أن المال هو السبيل وراء نجاح انطلاق البطولة الاحترافية، دون أن تنتبه إلى الفرق الوطنية التي تمر بأزمات مالية خانقة حتى الكبيرة منها والدليل ما يحصل للرجاء والوداد والجيش من تبني سياسة التقشف في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار لاعبي البطولة الوطنية .. لقد كان أولى بالجامعة أن تحاول الحصول على عقد احترافي لمسؤوليها من أجل اكتساب الخبرة اللازمة في مجال التسيير الرياضي، وليس أن تسن في القرارات التي تكون مجحفة في حق أنديتنا التي يبدو واضحا أنها هي الأخرى ما تزال بعيدة وغير مؤهلة لدخول عالم الاحتراف، لأن ذلك قد يتسبب في غرقها وسط مشاكل لا ندري كيف ستحل؛ دون أن نغفل كون الأندية والجامعة لا تجيدان السباحة. شروط أكبر من كاهلي الأندية فرضها دفتر التحملات، ويبدو أنها غير مراعية لواقع الحال التي تعيشها الكرة الوطنية، فلو استثنينا الأندية الكبيرة فإن مصير فرق صغرى أو متوسطة يظل مجهولا في حالة جمعها للمبلغ المذكور، فالجامعة لم تكتف بالحساب البنكي للفريق الذي، وللإشارة أنه لا يتم احتساب عائدات النقل التلفزي الهزيلة ضمنه. أما الحديث عن ضرورة التوفر على مراكز للتكوين فهذا لن يكون في متناول الجميع، وحتى أندية كالرجاء والوداد جعلت من مراكز التكوين التابعة مجرد صناديق سوداء. وإذا تحدثنا عن القوانين المزمع تطبيقها والتي تخص المدربين واللاعبين والعقود وما إلى ذلك. فإن الكرة المغربية ستستمر في الهواية، وإن بدت في صورة حسناء تزينت بعباءة الاحتراف. إن دخول بوابة الاحتراف في هذا الوقت ومن دون جاهزية من كافة الأطراف سواء الأندية أو الجامعة، ينم عن تسرع في اتخاذ القرارات من لدن المسؤولين عن الكرة ببلادنا وأنها لم تدرس عواقب الدخول إلى هذا العالم الغريب عن أنديتنا، وأن تغيير الأجواء بهذه السرعة يضر بالصحة، فما بالك إن كانت الفرق الوطنية مصابة بأمراض لم نجد لها إلى الآن دواء يشفيها مما هي عليه من فوضى، ولن ننسى أن العقلية هي المنبع الأول لما يسمى الاحتراف فالاحتراف كما تعلمنا ليس مجرد تحويل الأندية إلى شركات أو بناء مركبات رياضية أو تنظيم تظاهرات كروية عالمية، بل هو وسيلة نتوخى من خلالها النهوض بلعبة كرة القدم مع القدرة على خوض غمار مغامرة ك «الاحتراف». للتذكير، لو كان دخول الاحتراف فقط بالمال وأشياء أخرى، لكانت الدوري القطري أو الإماراتي هما الأقوى على الأقل عربيا وأسيويا، لكن علينا أن نذكر أيضا أن الدوري السعودي للمحترفين يطبق الاحتراف بكامل بنوده وترتيبه عالمياً 16، وهو مركز أكثر من رائع (الأول عربياً والثاني آسيويا). وهو متقدم على دوريات قوية كالدوري الهولندي والأسكتلندي. ثم يليه الدوري المصري البعيد جداً حيث يحتل المركز 32 عالمياً. وقد يصير المغرب ثالث العرب، فرغم ذلك ما زال هناك بصيص من الأمل !!؟