وأخيرا الوزير الزناكي يستجلي المثبطات ويتجاوز التسويفات يعلن عن انطلاق أشغال إنجاز محطة تغازوت السياحية بعد سلسلة من التعثرات لعقدين من الزمن، عقد وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر زناكي لقاء صحفيا ليجزم بوثوق ويصرح باطمئنان، معلنا رسميا عن انطلاق أشغال إنجاز محطة تغازوت السياحية. الحلم السوسي الذي راود ساكنة اكادير حيث سيحول المنطقة إلى أكبر منتجع سياحي بشمال إفريقيا.. لكن هذه المرة يبدو أن عزم الوزير الزناكي أكيد لاستجلاء المثبطات وتجاوز التسويفات عبر فسخ العقدة مع شركة «كولوني كابيتال» الأمريكية حيث نالت رفقة الشركة الكنارية «صاطوكان»، الصفقة في سنة2006 ولم يتم الالتزام بمقتضاها بسبب صعوبات تمويلية. هذا طبعا بعد انسحاب المجموعة العقارية الخليجية دلة البركة التي بدورها خفقت في تنفيذ دفتر التحملات... ويشارك حاليا في تنفيذ هذا المشروع الاستثنائي أربعة شركاء لهم خبرة كبيرة في هذا المجال وهم صندوق الإيداع والتدبير للتنمية والشركة المغربية للهندسة السياحية ومجموعة أليونس للتنمية العقارية ومجموعة شركاء الجنوب. وأفاد وزير السياحة والصناعة التقليدية بمكونات مشروع محطة تغازوت السياحية الذي يضم سبعة فنادق وملعب كولف و»مِدينا» MEDINA إلى جانب قرية للاصطياف وقرية لراكبي الأمواج بسعة 5800 سرير سياحي و 10 ألف سرير في المجموع. ويمتد ملعب الكولف على مسافة 70 هكتار ويقدم مشاهد جميلة على المحيط الأطلسي. ويضم 18 حفرة كما سيساهم في الحفاظ على الموارد المائية ويندمج بشكل جيد مع محيطه ومع تضاريس الموقع، وتحيط بالكولف مجموعة متنوعة من الفيلات من الطراز الرفيع والمتنوع لتُكمل الصورة المشيدة حول منظر طبيعي فريد. وسيشهد المشروع محطة «مِدينا» MEDINA التي تربط واجهة البحر بمحيطها. حيث تستقبل المتسوقين خلال النهار في حين تعد مركزا ترفيهيا بمطاعمها ونواديها وسهراتها في الليل. وسيعرف مشروع محطة تغازوت السياحية تشييد سبع فنادق، منها 6 على واجهة البحر، مصنفة من فنادق فاخرة إلى فنادق 4 نجوم، وتعرض كشكول متنوع من عروض الإيواء للسياح في المنتجع. كما أن هناك إقامات و رياضات مصممة وفق التقاليد المغربية الأصيلة. وتتكون قرية «راكبي الأمواج» من وحدات للإيواء وأجهزة للأنشطة الترفيهية ، تمتد على الواجهة البحرية شمال المنتجع وذلك نظرا لتموقع منطقة تغازوت كوجهة وطنية أولى لركوب الأمواج. هذا فضلا عن برامج متنوعة قرية لاصطياف العائلات و عروضا للإيواء والتنشيط والترفيه ينسجم تماما مع موقع هذه الوجهة. وفي معرض حديثه عن مدى محافظة المشروع على البيئة على اعتبار أن محطة تغازوت السياحية تتموقع في قلب محمية طبيعية لأشجار أركان وتمتد على مسافة حوالي 300 هكتار، أشار وزير السياحة والصناعة التقليدية أن محطة تغازوت ستساهم في صيانة شجر أركان مع تطوير مركز مخصص لهذه الشجرة التي تُعتبر رمزا للمنطقة. وستكون منتوجا مميزا لتعريف السياح والزوار بتاريخ وأهمية هذا المنتوج المحلي وتساهم محطة تغازوت في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمحيطها بإدماج قرى «تمراغت» و»تغازوت» المجاورتين في إطار إستراتيجيتها التنموية. وأعلن السيد البشير الزناكي، خلال الندوة الصحفية ،عن تأسيس شركة تجهيز وتنمية محطة تغازوت قصد الإشراف على تجهيز الموقع وإنجاز جزء من برنامج المنتجع وكذا في أفق ضمان نجاح إنجاز هذا المشروع الضخم. وستتكلف شركة التجهيز بضمان التنسيق والانسجام لعملية التجهيز وفق الرؤى الطموحة المُعلن عنها. وعن المساعي المواكبة لهذا المشروع الضخم، قامت الدولة ، يؤكد السيد الوزير، بتوفير كل الوسائل اللازمة والبنيات التحتية خارج الموقع الرئيسي من ماء صالح للشرب وكهرباء... ويندرج مشروح محطة تغازوت السياحية في سياق خطة المخطط الأزرق وتمتد على مسافة 615 هكتار وتشهد انطلاقة جديدة لمواكبة تنمية السياحة المستدامة والمسؤولة. يشار أن إنجاز محطة تغازوت يتطلب استثمارا يُقارب 6 مليار درهم مما سيساهم في خلق حوالي 8500 منصب شغل مباشر وغير مباشر... كما أن شركة الإيداع والتدبير خصص صندوقا خاصا ضخت فيه ما يناهز 11 مليار و360 مليون سنتيم لتعويض الساكنة التي انتزعت ملكيتهم لفائدة المشروع.. ويذكر أن مكتب WATG أشرف على تصميم محطة تغازوت بشكل يستجيب والمتطلبات المتنوعة للزبناء. وحددت للمشروع مدة زمنية للإنجاز لن تتجاوز 4 سنوات و تقدر كلفته إجماليا حوالي 600 مليار سنتيم وكانت الشركة الأمريكية «كولوني كابيتال» والشركة الكنارية «صاطوكان» سبق أن فازتا سنة 2006 بالصفقة الخاصة بتهيئة وتنمية المحطة السياحية تاغازوت فلم تف بالتزاماتها بدعوى الأزمة المالية العالمية... نبذة عن الشركة المغربية للهندسة السياحية تعتبر الشركة المغربية للهندسة السياحية الهيأة المسؤولة عن تصميم وتطوير مختلف مكونات المنتوج السياحي المغربي. بالتالي هي في قلبي عملية بلورة الاستراتيجية الوطنية للسياحة رؤية 2020، وتسهر بتنسيق مع الهيآت الأخرى التابعة لوزارة السياحة، على حسن تفعيلها. وقد تم إحداثها في 2008، حيث أضفت هذه الشركة، منذ نشأتها ، دينامية جديدة على قطاع السياحة. وتعتبر الشركة المغربية للهندسة السياحية، الذراع الحديدي للوزارة للبحث عن المستثمرين ومرافقتهم في المشاريع الكبرى، كما يدل على ذلك جذبها للعناوين (enseigne) المهمة في قطاع السياحة. وإلى جانب تشغيلها لما يفوق مائة من الأطر والمهندسين والمهندسين المعماريين، فإن الشركة تمثل شريكا لمجموعات وطنية كبرى في مجال تنمية وتهيئة مناطق سياحية جديدة.