رغم قيام السلطات المحلية بحملة لتحرير الملك العمومي، إلا أنها انتهت دون تغيير وجه المدينة، فقد استهدفت الحملة، في غالبيتها المواطنين البسطاء بينما غضت الطرف عن احتلال الملك العمومي بعدد من الشوارع والأحياء، حيث انتشرت الظاهرة بشكل كبير. وأحسن مثال عما نحن بصدده شارع خالد بن الوليد الفاصل بين حي الهواء الجميل و برج مولاي عمر، حيث توجد مقهى الانشراح توفر كل شروط الراحة لزبنائها لاحتساء القهوة والانتشاء على حساب المارة، فالمقهى، رغم توفرها على رصيف فسيح إلا أنها لم تدع للمارة ممرا مريحا، كما تزيد المعاناة عند وجود سيارات مرابطة بجانب الطريق، ما يضطر معه المارة إلى الانتقال إلى الجهة المقابلة، ولا يتعدى الأمر بضعة أمتار حتى يصادف مقهى أخرى بمدخل برج مولاي عمر تفننت هي الأخرى في الترامي على الملك العام. وفي الوقت الذي توجد فيه قوانين تحث على ضمان الولوجيات للأشخاص المعاقين فإن ما نلحظه هو استمرار احتلال الفاحش للملك العام بالمدينة دون أدنى اهتمام بهذه الشريحة. وتساهم استفحال الظاهرة في ارتفاع حوادث سير لا سيما في صفوف الراجلين الذين يضطرون إلى تقاسم طريق السيارات مع وسائل النقل تسير بسرعة قد تكون جنونية فيقع ما لا يحمد عقباه. على الجماعة الحضرية والسلطات بالمدينة تحرير الملك العمومي لكن بشكل لا يفسح المجال لتأويلات تنم عن وجود علاقات مشبوهة بينها وبين المستفيدين.