تقاطر عشرات الآلاف من المريدين ومن سكان قبائل جبالة بالعرائش على ضريح الولي الصالح دفين جبل العلم إحياء لذكراه الراسخة منذ القرن التاسع عشر ميلادي. وقد أشرف الحاجب الملكي إبراهيم فرج، يوم السبت الماضي، على تسليم هبة ملكية إلى الشرفاء العلميين بمناسبة هذا الاحتفال الديني. وأكد متدخل باسم وفد يمثل قبائل الصحراء من الشرفاء الركيبات والعروسيين شارك في هذا الحفل، في كلمة بالمناسبة، أن مشاركة الوفد في إحياء هذه الذكرى السنوية لموسم الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش تأتي من أجل «تأكيد ارتباط وتعلق الشرفاء الركيبيين والعروسيين بأبناء عمومتهم أبناء وأحفاد مولاي عبد السلام بن مشيش». وأضاف أن «صلة الرحم مع أبناء عمومتنا الشرفاء العلميون تعد دليلا واضحا على الروابط التاريخية الموحدة التي تجمع بين ماضينا وحاضرنا، بين شمال المغرب وجنوبه». من جانبه، أعرب نقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة عن امتنان الشرفاء العلميين للعناية التي يوليها أميرالمؤمنين جلالة الملك محمد السادس لمنظومة الفكر الصوفي السني ولأعلامه، مجددا التأكيد على انخراط هؤلاء الشرفاء في ورش الإصلاحات تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك. ويذكر مؤرخو التصوف الإسلامي أن الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش الذي ذاع صيته منذ القرن ال12 الميلادي كعالم وزاهد، كان الزعيم الروحي للإمام أبي الحسن الشاذلي الذي أسس الطريقة الشاذلية ونشرها في ربوع العالم الإسلامي. وقد دأبت نقابة الشرفاء العلميين والمدرسة المشيشية الشاذلية على إحياء هذه الذكرى في الفاتح من يوليوز من كل سنة، غير أنه تم تأجيلها إلى التاسع منه هذه السنة استجابة للواجب الوطني وانخراطا من الشرفاء العلميين في حملة الاستفتاء على الدستور الجديد.