تحول جبل العلم بإقليمالعرائش إلى قبلة توافد عليها عشرات الآلاف من الزائرين للاحتفال بالذكرى السنوية لشيخ المتصوفة العلامة مولاي عبد السلام بن مشيش جد الشرفاء العلميين. فقد توافدت أفواج الحجيج من مختلف أقاليم المملكة ومن خارجها على ضريح هذا الولي الصالح الواقع على قمة جبل العلم بقبيلة بني عروس للاحتفال باليوم الأكبر الذي صادف الفاتح من يوليوز من كل سنة. وأصبح ضريح جد الشرفاء العلميين والمشيشيين خلال الأسبوع الماضي منارة وفد عليها أزيد من مائتي ألف زائر من قبائل الشمال ومن أعيان الصحراء وبدوهم، وكذا أنجال وأحفاد هذا القطب الصوفي بقبيلة المشايشة بليبيا وعدد من المريدين من بلدان أوروبية. ويحظى هذا المحفل الديني برعاية مولوية تجسدت في الهبة الملكية التي سلمها الحاجب الملكي السيد إبراهيم فرج الثلاثاء إلى الشرفاء العلميين في حفل حضره، على الخصوص، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة السيد نزار بركة وعامل إقليمالعرائش السيد محمد أمين المرابط الترغي وعدد من الشخصيات, رفعت خلاله أكف الضراعة بالدعاء والنصر والتمكين لجلالة الملك محمد السادس. وأبرز نقيب الشرفاء العلميين السيد عبد الهادي بركة، في هذا الصدد، أن «الأمر يتعلق بعيد يستقبل فيه الضريح الزوار من كل حدب وصوب، من المغرب ومن خارجه, لصلة الرحم والتيمن بهذا الولي الصالح الذي خلد في التابعين ذكره». وأضاف أن الاحتفال بالذكرى خلال الموسم الحالي تميز باستقبال وفد يمثل شرفاء قبائل الصحراء من قبائل الركيبات والعروسيين وماء العينين ممن تربطهم علاقة عمومة مع الشرفاء العلميين. وشدد على أن «زيارة الوفد الصحراوي غنية بدلالاتها ورسالة لخصوم الوحدة الترابية، فأبناء الصحراء هم أحفاد هذا القطب الرباني الذي ذاع صيته وتفرق نسله بالمغرب وبالخارج». وجاء الوفد الصحراوي حاملا ذات الرسالة من مختلف الأقاليم الصحرواية، حيث اعتبر سيدي العروسي بوتنكيزة، من أعيان بوجدور، أن هذه الزيارة «صلة رحم وإحياء للروابط التاريخية بين الشمال والجنوب، وهي تجسيد لوحدة الدم بين الشرفاء المشيشيين والعلميين والأدارسة والشرفاء الصحراويين». وهي بالنسبة لابن قبيلة الركيبات صالح الناه «تجديد لرابط الدم والعرق بين الشمال والجنوب، وتبيان وتذكار بأن أبناء الصحراء مغاربة ينحدرون من هذا الولي».