خلال ساعة وربع الساعة، لا تشمل الوصلة الاخيرة التي قدمت بعد إلحاح الجمهور، قدم ثلاثي الإخوة جبران، مساء السبت في معهد العالم العربي في باريس، حفلة موسيقية متألقة على آلات العود ضمن الدورة الحادية عشرة من مهرجان الموسيقى. يعتمد الثلاثي الحوار بين الآلات والارتجالات المتقابلة. فيتولى عود او اثنان فرش الارضية الموسيقية فيما ينفرد العود الثالث بأداء الجمل العالية، ويتناوب على الارتجال كل من العازفين الثلاثة. تبدو آلة العود بين أيدي الإخوة مطواعة مختلفة، فيما يواصل الجمهور إبداء حماسته ومعرفته بعمل الإخوة، الذين يقدمون موسيقاهم على آلات العود التي يصنعها الاخ الأوسط وسام جبران. اذا كان الاخ الاكبر سمير هو من يتولى الكلام باستمرار, فإن عدنان يطل ببعض نكاته وملاحظاته وتصويباته التي كانت تدفع الجهور للضحك بين وصلة واخرى، فيما يلتصق جسد كل عازف بآلة العود ليرحلا معا في مدى الصوت حيث تتكلم الاعواد وترقص. مؤخرا، ادخلت الفرقة عنصرا رابعا إليها وهو عازف الايقاع الفلسطيني يوسف حبيش الذي يجيد العزف على آلات ايقاعية عديدة. فيصاحب بها الاعواد، يصمت حين تسكن، ويصخب حين تتعالى اصواتها، ويضيف الى حيوية عزف الاخوة ارتجال الايقاع الرفيق الذي لا يشذ عن سياقات العود بل يكملها. يستعد الاخوة جبران لاصدار البوم جديد لهم بعنوان «أسفار»، بمشاركة يوسف حبيش للمرة الاولى. وهذا الالبوم من وحي ما ادوه في جولاتهم الموسيقية. وصدر للمجموعة عدد من الاسطوانات آخرها «ظل الكلام»، الذي خرج العام الماضي من وحي أشعار محمود درويش. سبق ذلك أسطوانة «مجاز» (2008) التي سجلت مبيعات عالية في اوروبا. واصدرت الفرقة ألبوم «رندنة» عام 2005 بعد ان انضم الاخ الاصغر عدنان للفرقة، فيما صدر البوم «تماس» عام 2002 مع وسيم جبران الأخ الأوسط وصانع الأعواد. وكانت الاسطوانتان الأوليان صدرتا للأخ الأكبر سمير جبران بعزف منفرد، وهما «تقاسيم» (1996) «سوء فهم» (2001).