أفادت سفارة المملكة في ليما بأن المغرب والبيرو وقعا مؤخرا بالعاصمة البيروفية، على اتفاق ثنائي بشأن حماية واسترداد الممتلكات الثقافية المسروقة أو المنقولة بطريقة غير شرعية. ووقع على الاتفاق وزير الثقافة السيد بنسالم حميش ووزير العلاقات الخارجية البيروفي السيد خوسي أنطونيو غارسيا بيلاوندي، على هامش المؤتمر الثاني للتعاون الدولي من أجل حماية واسترداد التراث الثقافي، والذي توجت أشغاله باعتماد إعلان ليما. ويلتزم المغرب والبيرو، بموجب هذه الآلية القانونية الجديدة، بحظر والحيلولة دون دخول الممتلكات الثقافية والأركيولوجية والحفرية والإثنوغرافية والفنية والتاريخية المسروقة والمهربة والمصدرة والمنقولة بشكل غير شرعي إلى تراب البلدين. وتم خلال حفل التوقيع، الذي جرى بحضور المشاركين في هذا المؤتمر، إبراز الأهمية القصوى لحماية التراث الثقافي والحفاظ عليه، وفقا للمبادئ والمعايير التي وضعتها اتفاقية منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) لعام 1970 حول التدابير الواجب اتخاذها لحظر استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية بشكل غير شرعي والحيلولة دون ذلك، واتفاقية اليونيسكو لعام 1972 بشأن حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي. ومن جهة أخرى، رحب الوزيران بالتوقيع على هذه الاتفاقية، الذي تأتي لتعزيز الإطار القانوني المعمول به بين البلدين والذي ينضاف للاتفاقيات العديدة التي تجمع بين المغرب والبيرو. وبهذه المناسبة، أعرب رئيس الدبلوماسية البيروفية عن شكره للوفد المغربي على مشاركته في مؤتمر ليما وعلى مساهمة المغرب في الجهود المشتركة لحماية التراث الثقافي، مبرزا جودة العلاقات القائمة بين البلدين في مختلف المجالات. ومن جانبه، أعرب الوفد المغربي عن تهانئه للبيرو بشأن نجاح المفاوضات التي أجرتها مع جامعة «يال» الأمريكية، والتي مكنت مؤخرا من استرجاع قطع أثرية تمت إزالتها من قلعة ماتشو بيتشو. كما أعرب المغرب عن دعمه اللامشروط للجهود التي تبذلها البيرو لاسترداد ممتلكاتها الثقافية وجميع المبادرات المبرمجة في هذا الاتجاه. وكان المؤتمر الثاني حول التعاون الدولي لحماية واسترداد التراث الثقافي، الذي انعقد يومي رابع وخامس يوليوز الجاري بمقر وزارة العلاقات الخارجية البيروفية، قد افتتح، أول أمس الإثنين، من طرف الرئيس البيروفي آلان غارسيا. وتبادل المشاركون وجهات النظر والخبرات في مجال حماية التراث واسترداد الممتلكات الثقافية، فضلا عن الوسائل والمبادرات الكفيلة بتعزيز إطار التعاون على الصعيدين الثنائي والدولي في هذا المجال. وبالإضافة إلى المغرب والبيرو، فقد عرف هذا المؤتمر مشاركة كل من بوليفيا وكوريا الجنوبية والصين ومصر وإسبانيا والولايات المتحدة واليونان وغواتيمالا والهند وإسرائيل واليابان والأردن ومالي والمكسيك وروسيا وتركيا، فضلا عن «ناشيونال جيوغرافيك سوسايتي».