فتح فضاء شالة التاريخي أبوابه هذه السنة من جديد لاحتضان مهرجان الجاز (10-14 يونيو) في دورته الخامسة عشرة, ليثبت أنه استطاع خلق حوار حقيقي بين فنانين من كلا الضفتين, عبر لقاءات استثنائية فريدة من نوعها امتزجت فيها ألوان موسيقية مختلفة. وككل سنة, يسعى هذا المهرجان إلى منح عشاقه لحظات لا تنسى من الموسيقى والحوار والتبادل الثقافي والانصهار بين الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية. ولذلك, فمع توالي الدورات يزداد جمهوره ويجذب عشاقا جددا لهذا اللون الموسيقي يحملون معهم حركية ونفسا جديدين. اعتبر مجيد بقاس المدير الفني المغربي للمهرجان, أن اللقاءات بين فنانين من كلا الضفتين هو روح مهرجان الجاز بشالة, مستحضرا في هذا الصدد, الدورة الأولى لهذه التظاهرة الفنية والتي نظمت في أكتوبر 1996 حيث لم تمنع الأمطار الجمهور الشاب من حضور حفلات الجاز.وذكر بأن عددهم في تلك الفترة كان يقدر ب200 متفرج أما الآن فقد ارتفع العدد ليصل إلى 1000 شخص. وأضاف بقاس أن جمهور المهرجان يتزايد سنة بعد أخرى خاصة لدى فئة الشباب, مبرزا أنه على مدى 15 سنة احتضنت منصة هذا الحدث الفني لقاءات بين فنانين مغاربة وأوروبيين قدموا حفلات رائعة مكنت الجمهور من اكتشاف إيقاعات وألوان موسيقية جديدة تعبر عن ثقافات أخرى. ويرى بقاس أن مهرجان الجاز بشالة يستمد قوته من إبداعات الفنانين المشاركين الذين لا يترددون في تقديم موسيقى تنهل من جميع الثقافات. وتتواصل حفلات الجاز مساء اليوم الأحد بحفل للفنان محمد زفتاري والثلاثي ماتياس شريفيل من ألمانيا والعازف البولوني بوديك جانك. ومحمد زفتاري من مواليد مدينة سلا ودرس بعدة معاهد فنية بالمغرب وفرنسا. وهو عازف كمان ومؤلف موسيقى سبق له أن عمل مع عدة فنانين ومجموعات من حوض المتوسط بمعهد العالم العربي بباريس, وبأورينتال بستوكهولم وبمهرجان العالم العربي في مونريال. وسيصدح كمان محمد إلى جانب موسيقى ممتعة واحتفالية مع الثلاثي ماتياس شريفيل وجانك بوديك.