أسدل الستار على بطولة المغرب لكرة القدم لموسم 2010-2011 الذي كان أسرع وأصعب موسم في تاريخ البطولات الوطنية على الإطلاق، والحقيقة أن هذا الموسم كان شاقا نظرا لضغط اللقاءات، مما أثر على المردودية التقنية للأندية خصوصا التي تشارك في المنافسات الإفريقية. *المستوى كان جد متوسط ولم يرق إلى المستوى المنشود. *الأهداف لم تكن بحجم اللقاءات وكانت قليلة. *الهداف وادوش من الجيش الملكي لم يتجاوز رقم 11. كلها ظروف أفرزت حصيلة متواضعة لم ترق إلى المستوى الذي كان ينشده الجميع سيما وأننا على أبواب الاحتراف. لقد خلدت الفرق إلى الراحة بعد موسم كروي مشحون ومضغوط، وفي الأيام القليلة القادمة تستأنف العديد من هذه الفرق تداريبها من أجل الإعداد لموسم كروي جديد. نتمنى أن يكون موسم مودة وإخاء وتعاون، وموسم عطاء بلا حدود لأنه تزامن مع الفوز الكاسح للمنتخب الوطني على نظيره الجزائري وتأهل المنتخب المغربي إلى دور المجموعات المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012. والإعداد الجيد للموسم الرياضي يفرض على الفرق أن تنظم أمورها الإدارية، التقنية، المالية. هذا التنظيم يحتاج فقط لمكاتب منضبطة، يقوم فيها كل مسؤول بالمهمة المنوطة به دون اتكالية أو فوضى أو تسيب في تدبير شؤون النادي، فكرة القدم أصبحت علما مدققا. لقد عانت العديد من الفرق في مواسم خلت الكثير من المتاعب بسبب البداية العرجاء، وبسبب غياب برامج منسقة ومحكمة، وسيكون من باب التكرار غير المفيد إعادة المقولة الشهيرة «رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى»، نحن إذن ندعو كافة الفرق لكي تنظم، وتنطلق على هدى من الله. كل البدايات تحتاج إلى الدعم، الحافز، الحماس، وكل فرقنا تنتظر مبادرات الغيورين، الأنصار، المحبين والشركاء، خصوصا وأن أصعب حاجز يعترض الفرق هو الخصاص المالي الذي يقف حاجزا وعائقا أمام المسيرين والمسؤولين خاصة حينما يتعلق الأمر بفرق ينهكها الفقر المدقع، وهو ما سيصبح غير ذي جدوى ومتجاوزا مع دفتر التحملات الذي يفرضه الاحتراف. الاحتراف يقنن القوانين ويفرض بحث الجهات الوصية عن حلول ناجعة، ولا شك أن إيفاء الأندية بقانون الاحتراف والالتزام بدفتر التحملات من شأنه البحث عن مزيد من التتويج والتألق لكرتنا التي صالت وجالت خلال عقود لم تكن فيها المادة كل شيء، لكن الأمور تغيرت وتطورت وأصبحت الكرة استثمارا يجلب العملة ويوفر وظائف الشغل. قد تكون كافة المواسم الرياضية السالفة متشابهة، ولكن الذي يجب أن يعرفه الجميع هو أن المواسم القادمة مع تطبيق الاحتراف ستكون مواسم اجتهاد وجدية، حرص على البذل والعطاء بركائز أساسية لجعل فرقنا أكثر من منظمة ومستقرة، ولجعلها تحظى بحب قاعدة من المحبين والأنصار، وبالتالي تستقطب العديد من الفعاليات الكبرى. الموسم الرياضي على الأبواب وحري بنا أن نعمل على كل ما باستطاعتنا لجعله موسما ناجحا بالنتائج الطيبة، وبكل إحقاق يخرج بنا من شرنقة التواضع إلى رحاب النتائج السارة إن على الواجهة الإفريقية أو العالمية. لأنه بأنديتنا المنظمة يكون لمنتخباتنا شان عظيم بلا جدال. كلمة صادقة لمسؤولي الكرة من أجل تنظيم الأمور، ومن أجل السير في الاتجاه الصحيح... وليكن الجميع شاعرا بالمسؤولة الملقاة على عاتقه ونحن نتطلع لجعل موسم 2012-2011 موسم عودة تألق الكرة المغربية، ووصولها من جديد إلى قمة العطاء، ما دام طريقا معبدا وما دامت الأرضية صالحة، فلنعمل بكل جد لجعل كرتنا ترتقي أكثر إلى الأعلى.. والله الموفق.