بعد أن كان وزير الشباب والرياضة قد تعهد بفتح تحقيق حول الخروقات التي شابت عملية توزيع تذاكر مباراة القمة المغاربية بين المغرب والجزائر، ما يزال المغاربة ينتظرون محاسبة المسؤول عن المهزلة التنظيمية التي أفسدت العرس الكروي وحرمت الكثيرين من حضور مقابلة الأسود، وها نحن بعد أسبوع على إجراء المباراة لم نلمس أي تحرك من طرف الوزارة الوصية للبحث في تفاصيل الطريقة العشوائية التي تم بها توزيع التذاكر، وحضرة الوزير يعلم أن ما حدث يشكل نقطة سوداء لأجهزتنا من الناحية التنظيمية، خاصة وبلادنا مقبلة على استضافة كأس أمم إفريقيا سنة 2015. وبدون أدنى شك، فإن فتح تحقيق دقيق في هذا الموضوع بالذات من شأنه توضيح الرؤى أكثر أمام الرأي العام الوطني، خاصة وأن أصابع الاتهام توجه لمسؤول جامعي نافذ، والدور الذي لعبه في مهزلة التذاكر التي لم تستثن أي مدينة مغربية نظرا للاهتمام الذي أبداه كافة المغاربة من أجل الحصول على تذكرة لمشاهدة الفريق الوطني، حيث عمت الفوضى والسرقة والابتزازات والسوق السوداء وارتفعت أسعار التذاكر إلى معدلات قياسية بسبب التنظيم البدائي والعشوائي. هذا المسؤول وبعد اللخبطة التي أحدثها فيما يخص إصدار البلاغات الخاصة بتنظيم عملية بيع التذاكر، تعهد قبل المباراة بأن يخصص شباكا خاصا بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، لتمكين أفرادها من متابعة لقاء الأسود، لكنها اصطدمت هي الأخرى بوعود كاذبة، فكان الحل أن لجأ العديد من مواطنينا بالخارج للسوق السوداء من أجل اقتناص تذكرة، مع ما يتطلبه السفر إلى مراكش من تكاليف إضافية، خاصة وأن الأغلبية الساحقة قدمت من أوروبا، كندا والولايات المتحدةالأمريكية. هذا المسؤول كان مسؤولا كذلك عن فوضى أخرى عمت المنصة الشرفية للمركب الرياضي بمدينة مراكش، فالكل تحدث عن توزيع 5000 بطاقة دعوة من طرف هذا الشخص، مما خلق موجة من الارتباك في هذا الجانب من الملعب، مع العلم أن بعض أصحاب الدعوات المحظوظين لم يجدوا أماكن للجلوس لمتابعة المقابلة، وقد اضطر بعض المدعوين من الشخصيات الرياضية إلى متابعة المباراة وقوفا، كما أن بعض أفراد من الجمهور لجأوا إلى الممر المؤدي إلى المنصة الصحفية لمتابعة المباراة، الشيء الذي أزعج كثيرا الزملاء الصحفيين. فمن يتحمل مسؤولية هذه المهزلة!!؟ تساؤل على المعنيين بالأمر الإجابة عليه، ومحاسبة الضالعين في المهزلة التي تسيء إلى الرياضة ببلادنا عبر أجهزتنا التنظيمية التي تظهر في كل مناسبة عجزها عن محاربة ظاهرة بيع التذاكر في السوق السوداء واستغلال النفوذ لتوزيع التذاكر على أولي القربى. أشياء أخرى تثير التساؤلات، فهذا المسؤول الذي يقال إنه يمثل جامعة الكرة ببلادنا في المحافل الدولية، يحظى بمعاملة خاصة تمنحه ميزة الترحال المريح بين المغرب ودول العالم، وتؤمن له كافة سبل الراحة والرفاهية ومصروف جيب (6000 درهما) في اليوم، وكما هو معلوم فهذا المسؤول لم يضف أي شيء يذكر بتمثيله للمغرب، في وقت ما زال حضور المغرب باهتا في كواليس الهيئة الأممية لكرة القدم، التي هي الأخرى تعيش حالة من الفوضى تتعلق بتذاكر من نوع آخر، تذاكر قادت جوزيف بلاتر لولاية رابعة على عرش «الفيفا». ولكم أن تسألوا سكان مدينة مراكش عن بحبوحة هذا المسؤول الجامعي، الذي كان يتنقل بين مختلف أطراف المدينة، تتقدمه درجات رجال الأمن الوطني، وكأنه مسؤول حكومي سام، ومكلف بمهمة رسمية. وإذا كانت الفرحة العارمة برباعية الأسود قد غطت على الكثير من الجوانب السلبية ومن بينها مهزلة التذاكر، وربما المسؤولون عن الكرة ببلادنا ما زالوا غارقين في نشوة الانتصار الكبير لمنتخبنا الوطني، فإن الانتصار لا يعني أن نقدم الوعود بطريقة تستهزئ من عقول المغاربة وأن فرحة شعب عانى الكثير ليحصل على تذكرة اللقاء، ستنسيهم العذاب الذي تكبده الكثيرون لحضور مباراة المنتخب الوطني، وعلى الوزير أن يعلم أن عدم تجاوز هذه المطبات قد يعني أن المغرب مرشح لمهزلة تنظيمية خلال التظاهرة الإفريقية المقرر إقامتها ببلادنا، حينها سيكون الوزير أنهى فترة حكمه للوزارة ولم يف بعد بعهده!!؟