شهد فضاء ملعب مراكش الجديد، مساء أول أمس الاثنين، حالة شغب وفوضى تدخلت معها قوات الأمن لتفريق المتظاهرين الذين كانوا في بادئ الأمر يحتجون شفهيا على عدم تمكينهم من تذاكر ولوج الملعب لمتابعة اللقاء المغاربي، الذي سيجمع السبت المقبل المنتخبين الوطنيين المغربي و الجزائري، رغم اصطفافهم أمام الشباك قرابة يوم كامل، ليلجؤوا بعد ذلك إلى الشغب عن طريق الرشق بالحجارة و العبث ببعض حواجز التنظيم، بل استطاع البعض منهم أن ينفذ إلى داخل الملعب ليكسر بعض الكراسي قدرت بالعشرين، ما فرض على قوات الأمن التدخل والمرابطة بالملعب حتى ساعة متأخرة من الليل، بعد إعطاء وعود للأمواج البشرية التي حجت للملعب بتوفير التذاكر الكافية صبيحة اليوم الموالي، نفس الوعود قدمت لهم بملعب الحارثي . عناصر من المحتجين صرحت ل«المساء» بعدم ثقتها في الوعود المقدمة لأنها لم تصدر عن مسؤولين معنيين، خصوصا وأننا، يقول هؤلاء، «وقفنا على خروقات منافية لما سبق أن صرحت به الجامعة، إذ وزعت التذاكر بالجملة على بعض المعارف الذين فتحوا شبابيك بالسوق السوداء». وعلمت «المساء» أن تذكرة 30 درهما بيعت في اليوم الأول ب 150 درهما بالسوق السوداء ومع ذلك لقيت إقبالا كبيرا من طرف الطلبة والموظفين الذين فضلوا ذلك على قضاء أوقاتهم في طوابير قد لا تكون من وراءها أي نتيجة. وفي نفس السياق تذكر فوضى تسويق تذاكر المباراة بوقائع اللقاء الذي جمع الأسود بمنتخب مصر بمجمع مولاي عبد الله بالرباط حيث عانى خلال هذا الحدث عشاق المنتخب الوطني كثيرا في الحصول على تذكرة، أمام تنشيط واسع للسوق السوداء، وغموض في كيفية توزيع التذاكر، كادا يؤديا إلى كارثة حقيقية أمام أبواب المركب، ما أدى بحسني بنسليمان رئيس الجامعة، آنذاك، إلى صب جام غضبه على كريم العالم بصفته، آنذاك، مسؤولا عن التنظيم، بما في ذلك تسويق تذاكر المواجهة، دون أن يتأخر في إبعاده من المكتب الجامعي لدواع قيل عنها الكثير. وتشاء الصدف أن تتكرر مأساة عشاق الكرة في لقاء الأسود ومحاربي الصحراء، وأن يكون العالم مسؤولا مرة أخرى عن التنظيم، لكن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المكتب الجامعي، ترك هذه المرة صداع فوضى التذاكر واحتجاجات الشارع المغربي للوالي العلمي، مفضلا العاصمة السويسرية زيوريخ، حيث سافر يوم الاثنين ضمن الوفد المتشكل من علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة وخالد العرايشي كاتبها العام، لأجل تمثيل الجامعة في فعاليات انتخاب رئيس الاتحاد الدولي لولاية أربع سنوات قادمة، والتي ستقام اليوم الأربعاء، ضاربا بذلك عرض الحائط مسؤولية إشرافه على لجنة التنظيم التي تشكلت بخصوص المباراة المهمة التي ستقام السبت المقبل في مراكش. وخلفت الفوضى تسويق هذه التذاكر وانتشار السوق السوداء استياء عميقا في نفوس المغاربة، حيث خلقت مشاكل عدة للسلطات المحلية ومسيري الأندية الوطنية، التي نال كل ناد منها 400 تذكرة فقط من أصل 37 ألف تذكرة تم طبعها، وذلك بغرض بيعها لساكنة جهة بكاملها، ما أدى إلى وقوع احتجاجات قوية من أنصار الأسود أمام مقرات الولايات والعمالات، مثلما وقع بخريبكة ومراكش والرباط والقنيطرة وغيرها من المدن، ولم يستوعب المهتمون بشؤون كرة القدم الوطنية كيفية تسويق وتوزيع هذه التذاكر على مختلف المدن المغربية بطريقة ساهمت في تنشيط السوق السوداء، كما دعا هؤلاء الجامعة إلى فتح تحقيق في الموضوع، لأجل ملامسة الجهة التي شاركت في خلق فوضى التذاكر، خاصة وأن هناك حديثا عن حصول جهات معينة على 1000 تذكرة تخص المنصة الشرفية لأغراض مجهولة، يفترض أن تكون الغاية ترويجها في السوق السوداء. وحاولت «المساء» استفسار العالم عن هذه الفوضى والسبل الكفيلة من الحد من السوق السوداء لكن هاتفه ظل يرن دون إجابة.