سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد حرب التذاكر بملعب عنابة قبل يومين، تعزيزات أمنية كبيرة ومراقبة صارمة لمنع وقوع أعمال شغب أسود الأطلس في ضيافة «خضر» الجزائر في قمة المغرب العربي الكبير
تتوقف غدا الأحد الحركة في كل من المغرب والجزائر لتفسح المجال أمام الديربي المغاربي الحارق الذي سيجمع في الساعة السابعة والنصف مساء بالتوقيت المغربي بملعب 19 مايو 1956 بمدينة عنابة بين منتخبي «الخضر» و»أسود الأطلس» برسم الجولة الثالثة من إقصائيات المجموعة الرابعة المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. ويحتل المنتخب المغربي المركز الأول في هذه المجموعة برصيد أربع نقاط مناصفة مع منتخب إفريقيا الوسطى مع امتياز هذا الأخير بفارق الأهداف، بينما يحتل المنتخب الجزائري المركز الأخير رفقة منتخب تانزانيا برصيد نقطة واحدة . وتعود آخر مواجهة بين المنتخبين الشقيقين إلى يوم 8 فبراير من سنة 2004 في المباراة التي فاز فيها الأسود بثلاثة أهداف مقابل واحد برسم دور ربع نهاية كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها تونس. علما أن أخر مباراة جمعت الفريقين في إطار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا تعود إلى 27 دجنبر من سنة 1970 بالدار البيضاء وعاد الفوز فيها للأسود بفارق هدف واحد حيث انهزم في الذهاب بالجزائر بثلاثة أهداف مقابل واحد وفاز في الإياب بثلاثية نظيفة وظفر بالتالي ببطاقة المرور إلى نهائيات دورة الكاميرون 1972. وتأتي مباراة الغد في ظروف خاصة ومتباينة يعيشها المنتخبان الشقيقان، فالمنتخب المغربي سجل في الآونة الأخيرة طفرة نوعية بقيادة الناخب الوطني الجديد البلجيكي إيريك غيريتس حيث ظهر رفقة هذا الأخير بمستوى لا بأس به في مباراتيه الوديتين أمام كل من إيرلندا الشمالية والنيجر، كما أن وضعيته في ترتيب المجموعة الرابعة يخفف عنه نوعا ما من الضغط في المباراة على اعتبار أنه حتى في حالة تعادله او هزيمته لا قدر الله فإن حظوظه في التأهل ستبقى قائمة، عكس المنتخب الجزائري الذي يمر بفترة حرجة رغم توفره على عناصر جيدة تلعب في دوريات أوروبية محترمة، كما أن الأصداء الواردة من معسكر «الخضر» في عنابة توحي بأن عدة مشاكل تواجه المدرب عبد الحق بنشيخة أقلها إصابة بعض اللاعبين، وأصعبها وجود أجواء مشحونة في صفوف الفريق. ومعلوم أن العناصر الجزائرية التي ستواجه المغرب غدا الأحد هي نفسها التي لعبت نصف نهاية كأس أمم إفريقيا 2010 في أنغولا وشاركت في مونديال جنوب إفريقيا في نفس السنة. ولم يحرز المنتخب الجزائري أي هدف خلال مشاركة مخيبة للامال في نهائيات كأس العالم 2010 ثم سجل هدفا وحيدا في أول مباراتين له بالتصفيات حيث تعادل 1-1 على ارضه مع تنزانيا ثم مني بهزيمة مذلة في مباراته الثانية 2-صفر امام افريقيا الوسطى الضعيفة في اول مباراة تحت قيادة المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة. ويعول الجزائريون بكثرة على هذه المباراة لإحياء آمالهم في التأهل إلى نهائيات الغابون وغينيا الاستوائية، لكن المنتخب المغربي غير مستعد للتنازل عن صدارته للمجموعة ومصمم على العودة من عنابة بنتيجة إيجابية. وسيفتقد المنتخب المغربي جهود المهاجم منير الحمداوي الذي استبعده غيريتس من تشكيلة الفريق الأساسية. كما يغيب يوسف حجي بداعي الاصابة. وكانت بعثة أسود الأطلس وصلت امس الجمعة إلى عنابة وتوجهت مباشرة إلى فندق الريم الجميل حيث خاضة حصة استرخاء خفيفة بحديقة الفندق الذي تم إخلاؤه بالكامل ومنع الجمهور والصحافة من الاقتراب منه وذلك حفاظا على سلامة اللاعبين وإبقائهم في تركيزهم على المباراة. وسيخوض المنتخب المغربي يومه السبت حصة تدريبية أخيرة قبل نزال الغد وستكون على أرضية الملعب الرئيسي لعنابة وستجرى في الساعة الثامنة والنصف بتوقيت الجزائر وهو نفس التوقيت الذي ستجري فيه مباراة الغد. إلى ذلك يعقد المدرب الوطني غيريتس مساء اليوم السبت ندوة صحافية ستخصص للحديث عن المباراة والأجواء المحيطة بها. ويتساءل الصحافيون الجزائريون عن سبب تأخر وصول البعثة المغربية إلى عنابة حتى مساء الجمعة، هل لأسباب أمنية أم للحفاظ على تركيز اللاعبين وإبعادهم عن ضغط المباراة؟.. خصوصا وأن الأصداء التي وصلت إلى المغرب من عنابة تفيد بأن أجواء غير عادية واستثنائية تعيشها هذه الأخيرة، خصوصا الأحداث المؤسفة التي عرفها ملعب 19 مايو يوم الأربعاء الماضي عند طرح تذاكر المباراة للبيع والمشاداة التي حدثت بين المشجعين الجزائريين وصلت حد استعمال السيوف والحجارة مما خلف إصابة أزيد من 60 فردا منهم بعض رجال الشرطة. وقد تجددت هذه الأحداث يوم الخميس بمحيط ملعب عنابة بعدما عمدت بعض العصابات الإجرامية ببث الرعب في المشجعين والمارة باستعمال السيوف والخناجر لسبهم أموالهم وهواتفهم النقالة. وقد واجهتهم قوات مكافحة الشغب باستعمال الكلاب الشرسة «بيتبول» فتم القبض على العديد منهم. ولتفادي تكرار وقوع هذه الأحداث غدا الأحد، أمر والي عنابة بتكثيف الجهود وتعزيز قوات الأمن بقوات إضافية، حيث يتوقع أن يتجاوز عدد هذه القوات 12 ألف فرد. ستتكفل بتنظيم عملية ولوج الملعب وحماية مداخله، ومراقبة تحركات الجمهور ومنع إدخال واستعمال الشهب النارية الاصطناعية «الفلامات». لضبط كل صغيرة وكبيرة داخل الملعب ومراقبة المشجعين سيتم تثبيت 20 من كاميرات المراقبة بجنبات الملعب كما تتولى طائرة عمودية مراقبة الأوضاع على الأرض من الجو. وعموما يتوقع أن تشهد مباراة الغد بين الأسود والخضر حرارة جد ملتهبة في المدرجات، نتمنى أن ينعكس على أرضية الملعب بتقديم مباراة كبيرة ترقى إلى مستوى سمعة المنتخبين المغاربيين، مباراة تسودها الروح الرياضية. يذكر أن المنتخبين المغربي والجزائري التقيا في 33 مباراة 19 منها كانت رسمية، ويتفوق الفريق المغربي على نظيره الجزائري في عدد مرات الفوز حيث انتصر الأسود 17 مرة بينما فازت الجزائر ثماني مرات وكان التعادل سيد الموقف في ثماني مناسبات. كما يتفوق الأسود في تسجيل عدد الأهداف إذ في هز شباك الجزائر 41 مرة فيما اهتزت شباكه 30 مرة.