فضيحة مدوية عاش على وقعها مؤخرا تراب جماعة تابودة الواقعة جغرافيا بمقدمة جبال الريف وبالتحديد بإقليم تاونات، تتمثل في إصابة حوالي 140 تلميذا وتلميذة بمدرسة لبابة بتسمم غذائي جماعي على إثر تناولهم لوجبة فطور كانت قدمت لهم من طرف إدارة المؤسسة وذلك في إطار عملية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأبرز مصدر من عين المكان أن الحادث وقع صبيحة يوم الأربعاء الماضي حينما تناول حوالي 300 من التلاميذ والتلميذات فطورا عبارة عن بسكويت وأحد أنواع الجبنة المشهورة، وحينما تقدم الأطفال مباشرة بعد ذلك رفقة مسؤولي المؤسسة لأخذ صورة جماعية كتذكار، شعروا بألم شديد يخترق أمعاءهم وأصيبوا بدوار سقط على إثره العديد منهم أرضا. هذا وأضاف المتحدث أن تلك المواد الغذائية تبين فيما بعد أن مدة صلاحيتها انتهت منذ ما يقرب الشهرين، وهذا الأمر يفيد المصدر يطرح أكثر من سؤال حول عملية المراقبة. الحادث فاجأ سكان الجماعة وتسبب في حالة من الذعر والخوف لدى الآباء نتيجة العدد الكبير من المصابين حسب ما أفاد به مصدر من التنسيقية المحلية لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب، فقد أصيب بالتسمم حوالي 300 من الأطفال وتزامن ذلك مع وجود المستشفى الوحيد بالجماعة في إضراب، الأمر الذي اضطر جمعية آباء وأولياء تلاميذ المدرسة إلى توزيع المصابين على مستشفيات المنطقة، إذ تم نقل 179 من الأطفال الذين كانت حالتهم مستقرة إلى مستوصف بجماعة بني احمد بإقليم شفشاون، في حين تم نقل 121 من الأطفال الذين كانت حالتهم متدهورة إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون. وأعلنت التنسيقية المحلية لمنتدى حقوق الإنسان بالشاون في بلاغ توصلت الجريدة بنسخة منه، أن الحادث كان سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه وذلك نتيجة إقدام إدارة المستشفى الإقليمي بمنع أعضاء التنسيقية من زيارة المصابين والاطلاع على حالتهم بدعوى عدم توفرهم على ترخيص للقيام بذلك، وعمدت وبشكل مستعجل إلى إصدار إذن الخروج ل 113 حالة مساء نفس اليوم (الأربعاء) هذا دون أن تتخذ الإجراءات المطلوبة في مثل هذه الحالات ودون أن تسلمهم شواهد طبية بحالتهم الصحية. إدارة المستشفى بررت اتخاذ قرار مغادرة المصابين للمؤسسة الصحية بمشكلة الاكتظاظ، إذ صرح مدير المستشفى لأعضاء التنسيقية والآباء قائلا «إن حالة الأطفال الصحية استقرت والمستشفى يعيش حالة اكتظاظ لا تسمح بإبقاء هذا العدد تحت الرعاية الطبية». وهذا الأمر لم يستسغه آباء الأطفال ومرافقوهم بالإضافة إلى أعضاء التنسيقية، مما دفعهم إلى الدخول في احتجاج أمام المستشفى اعتبارا أن المسألة ترتبط ليس فقط بمحاولة لطمس ما يحدث بل ترتبط أيضا بضرب الحق في الحصول على العلاج. هذا وبعد أخذ ورد، وبالرغم من حضور قوات الأمن التي تم استدعاؤها لتفريق المحتجين، تمكنت الأطراف من تحكيم العقل وإجراء حوار التزمت فيه إدارة المستشفى باحترام الإجراءات الطبية بالنسبة للحالات الثمانية المتبقية، حيث تم إصدار إذن بخروجها مساء يوم الخميس بعد أن ظلوا تحت الرعاية الطبية على مدى أكثر من 24 ساعة، وسلمت لهم شواهد طبية تثبت وضعهم الصحي.