نظمت رابطة الكتاب الشباب بالريف مؤخرا بالناظور، لقاء تربويا وثقافيا متميزا بدعم من المديرية الاقليمية للتعليم ووزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة -، بشعار "المدرسة حياتي والكتاب قائدي"، حيث أقامت معرضا للكتاب ضم مجموعة من العناوين المتراوحة بين أجناس أدبية متنوعة؛ عرفت استحسان التلاميذ والتلميذات وجذبت اهتمامهم وعرفتهم على أسماء إبداعية تنتمي أغلبها لمدينة الناظور والنواحي. أما الفترة المسائية فقد خصصت للاحتفاء بالشعر في شخص الشاعر جمال أزراغيد، حيث قدمت رابطة الكتاب الشباب بالريف كلمة شكرت من خلالها الجهات المنظمة والمشاركة، كما بينت أهمية البرنامج الذي قدمته طيلة هذه الأيام المفتوحة على المؤسسات التعليمية، وبعدها أعطيت الكلمة لرئيس المؤسسة مصطفى خرخش الذي أثنى على كل من ساهم في إنجاح هذه المحطة المهمة التي تعد انخراطا فاعلا في الحياة المدرسية، وأبدى إعجابه بالتجربة الشعرية للشاعر جمال أزراغيد، وشكر للحضور تلبيتهم دعوة الشعر والأدب، بعدها أحيلت الكلمة للمشاركات في الندوة، حيث قامت كل من التلميذات آية مغرور وحنان الفهمي وفاطمة جعجوع من قسم ثانية بكالوريا آداب بالثانوية بتقديم قراءة في ديوان الشاعر "حوريات بقدم الكون" وتخصيص الدراسة لقصيدة "حورية بقدم الكون" إذ طبقن مهارة كتابة نص أدبي متكامل حول نص شعري المقررة في مادة اللغة العربية، حيث تعرضن في المقدمة لأهم الظروف التي أدت إلى تجديد القصيدة العربية، إضافة إلى ذكر مظاهر التجديد الشعري، ليصل التحليل الى الشاعر المغربي جمال أزراغيد وديوانه قيد الدراسة، فقدمن دراسة لعنوان القصيدة مع طرح الفرضيات القرائية وإشكالات القصيدة، بعدها حددت التلميذات مضمون النص الشعري وأهم حقوله المعجمية مع رصد العلاقات بينها وبين تجربة الشاعر، لتنتقل الدراسة التحليلية لرصد أهم الخصائص الفنية من صور شعرية إضافة إلى تحليل الأسطورة التي استعان بها الشاعر في قصيدته، وهي أسطورة "ليليث" المرأة المتمردة، ولم يفت التلميذات الوقوف على أهمية الإيقاع الداخلي للقصيدة، إذ تم رصد ظاهرة التكرار والتوازي، والطباق، مع تأكيد العلاقة بين هذه الظواهر الإيقاعية وتجربة الشاعر الذي يسعى لخلق إيقاع داخلي، خصوصا أن الشاعر ينتمي إلى تجربة شعر النثر، وخلصت الدراسة إلى أن الشاعر يمثل فعلا الاتجاه التجديدي في القصيدة العربية، وقد أعطيت الكلمة للحضور الذي حج بوفاء من أصدقاء الشاعر ومهتمين، إضافة الى تلاميذ الثانوية ، حيث دخلوا في حوار مفتوح مع الشاعر وتم طرح بعض الأسئلة التي تنوعت بين ما تعلق بالتجربة الشاعرية وخصوصيتها، وبين علاقة العمل في التدريس بالشعر، وقضية النشر وإكراهاته. بعد ذلك أعطيت الكلمة للشاعر الذي قدم في البداية شكره الجزيل لكل الجهات التي تقف وراء تنظيم هذه الأمسية الاحتفائية، وأبدى إعجابه بمستوى الدراسة التي قدمتها تلميذات البكالوريا آداب، كما قام بالحديث عن تجربته الإبداعية منذ البدايات الأولى التي انطلقت مع فن الرسم، في كل من الناظور وتطوان، إلا أنه سيتجه بعدها إلى الشعر، وإن كان يصر على أن التحول لم يكن كبيرا، فإذا كان في البداية يرسم بالألوان فإنه حاليا يرسم بالكلمات والصور، وتعرض الشاعر أزراغيد أيضا إلى الحديث عن مصادر الكتابة الشعرية كالموهبة أولا ثم القراءات المتشعبة والمتنوعة، فبين أن قراءاته غير منحصرة في الشعر بل ربما كانت قراءاته في الرواية والفلسفة أكثر من قراءاته الشعرية، وفي حديثه بين الشاعر المشاكل التي يعاني منها المبدع عموما ولعل اهمها هي إكراهات نشر الأعمال الإبداعية، وقد استرجع ذكرياته مع بعض الجمعيات بالناظور والحسيمة وتطوان خصوصا جمعية الانطلاقة الثقافية بالناظور التي كانت محطة مهمة في مسيرته الأدبية والجمعوية أيضا، وقد اتحف الشاعر الحضور بقصيدتين كانت الأولى قصيدة "حورية بقدم الكون" والثانية بعنوان "شارع يخنقه الفراغ" التي تعرض فيها لجائحة كورونا وفترة الحجر الصحي، وفي الختام تم توزيع شهادات المشاركة على كل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء الثقافي التربوي، والتقطت بعض الصور تأريخا لهذا الحدث المتميز، على امل تجديده لاحقا ضمن أنشطة أخرى,