أكد عمر بنسعيد المدير الجهوي لوزارة الثقافة والرياضة (قطاع الثقافة) بدرعة تافيلالت، أنه اتخذت العديد من الإجراءات من أجل تجاوز تداعيات كوفيد-19 على الوضع الثقافي بالجهة. وأبز بنسعيد، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المديرية الجهوية لقطاع الثقافة حاولت العمل على التخفيف من تداعيات هذه الأزمة عبر مجموعة من التدابير التي مست مجالات التنشيط والإبداع والنشر. وأشار إلى أنها عملت على تنفيذ بعض البرامج والمشاريع التي يمكن إجمالها في "مبادرة إبداعات عن بعد 1 و" المتعلقة ببرنامج تنشيطي متكامل شمل مختلف الأنماط التعبيرية الثقافية والفنية بالجهة. وأوضح أن هذا البرنامج عرف مشاركة العشرات من الفعاليات الثقافية، وتم بثه عبر العديد من شبكات التواصل الاجتماعي وصفحات المديرية الجهوية للثقافة والمؤسسات التابعة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". كما تم تنظيم العديد من المسابقات لفائدة الأطفال والشباب شملت ميادين القصة والحكاية، والرسم والتشكيل، والشعر ومقاطع الفيديو. وقد خصص مبلغ مالي لهذا البرنامج ناهز 140 ألف و100 درهم لتعويض الفنانين والمشاركين ومبلغ 108 آلاف و900 درهم لشراء العروض. وفي مجال النشر والكتاب، أكد بنسعيد أن مجموع العقود المبرمة مع مختلف المؤسسات ودور النشر، ضمن برنامج الدعم الاستثنائي للكتاب، بلغ 17 عقدا بغلاف مالي وصل 214 ألف و961 درهم. كما تم دعم مكتبة "ذاكرة درعة" بجماعة تنزولين (إقليم زاكورة) لإحداث مكتبة بمبلغ مالي ناهز 60 ألف درهم. وأضاف أن برنامج دعم الجولات المسرحية الوطنية شمل تقديم دعم لجمعيتي "المشعل للمسرح والسينما" بأرفود (إقليمالرشيدية) و"فوانيس" بورزازات بغلاف مالي يناهز 210 ألف درهم، وكذا توزيع أزيد من 155 بطاقة مهنية للفنانين بالجهة. أما فيما يتعلق بمشاريع البنيات التحتية بالجهة، فقد باشرت المديرية الجهوية تنفيذ واستكمال هذه المشاريع ووصلت خلال سنة 2020 مراحل متقدمة من الإنجاز بالرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة. واعتبر المسؤول الجهوي أن تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي ضربت المغرب وباقي المعمور، لاتزال مستمرة على كافة الأصعدة، حيث لم يسلم القطاع الثقافي والفني من تأثيراتها. وأبرز أنه تم، خلال السنة الماضية، إلغاء العديد من البرامج والتظاهرات الثقافية التي كانت مبرمجة، حيث "مس هذا التأثير مشاريع إحداث البنيات والمؤسسات الثقافية في جهة درعة تافيلالت". وأضاف أن من بين رزنامة المحطات الثقافية التي كانت مسطرة برسم سنة 2020 والتي كانت المديرية الجهوية للثقافة بجهة درعة تافيلالت تعتزم تنظيمها، الدورة السادسة والعشرون للملتقى الوطني لفن الملحون بالريصاني (شهر ماي)، والدورة التاسعة للمهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات (شهر يونيو). كما يتعلق الأمر، يؤكد بنسعيد، بالدورة الفضية الخامسة والعشرون لجامعة مولاي علي الشريف بالريصاني (شهر نونبر)، ومشروع احتفالية مرور 1300 سنة على تأسيس سجلماسة، والتي كان من المقرر تنظيمها خلال شهر أبريل الماضي بجماعة مولاي علي الشريف، وحظيت هي الأخرى برعاية مولوية سامية وتم إرجاؤها إلى أجل غير مسمى. وينضاف إلى ذلك الدورة الخامسة للمعرض الجهوي للكتاب بمدينة ميدلت (شهر شتنبر)، والعديد من التظاهرات والأنشطة المشتركة مع مؤسسات وفاعلين في الحقل الثقافي. وجوابا عن سؤال حول آفاق العمل بالنسبة لسنة 2021، شدد بنسعيد على أن المديرية تعتزم الاستمرار، خلال السنة الجارية، في تنفيذ البرامج الثقافية والأنشطة المتنوعة التي بدأناها خلال السنة الماضية، مع دعم الفنانين والطاقات الإبداعية من خلال تنظيم المسابقات المختلفة. وقال "نحن حاليا بصدد الإعداد لتنظيم الدورات الافتراضية لعدد من المهرجانات، من بينها مهرجان "أحواش" وملتقى "سجلماسة لفن الملحون"، وكذا العمل على تجاوز بعض الصعاب التنظيمية". وأشار إلى أنه من المنتظر أن نقوم باستكمال مجموعة من الإجراءات المرتبطة بعدد من المؤسسات الثقافية بمنطقة الريش (إقليم ميدلت)، والاهتمام أكثر بمجال التراث، حيث ستتم تهيئة موقعين بإقليم زاكورة بشراكة مع عدد من القطاعات الحكومية. وأضاف أن المديرية ستعمل، إذا تحسنت الحالة الوبائية ببلادنا المرتبطة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، على برمجة أنشطة ثقافية مكثفة، سواء مع شركاء محليين أو آخرين، لكي تعرض في مختلف الفضاءات الثقافية.