مهرجان موازين يواصل فقرات برنامجه بنجاح كبير، والعاصمة تستقطب عشاق الموسيقى، ليلة بعد أخرى يقدم هذا المهرجان الدليل على على وفاءه للمبادىء التي تأسس عليها، عروض باهرة تخاطب مختلف الأذواق الفنية والخلفيات الثقافية، الليلة الرابعة من الدورة العاشرة، كانت غنية بما لذ من الفقرات المتنوعة، وشهدت الحدث الاستثنائي ، 52.000 هو عدد الجمهور الذي تابع الحفل الذي أحياه المغني البريطاني كات ستيفنز أو يوسف اسلام كما أطلق على نفسه عقب اعتناقه الاسلام، وعقبها دخل في صمت كبير ولم يعد يسمع عنه الا الشيء القليل، لقد هجر الموسيقى أو هكذا ساد الاعتقاد لفترة طويلة من الزمن. ليلة الاثنين الماضي، على منصة حلبة السويسي أطل وسط تصفيق الجمهور, اعتلى الفنان يوسف إسلام الخشبة, ليقدم باقة من أجمل الأغاني خلال أمسية فنية جمعت بين الحضور المتميز لهذا الفنان صاحب الحس الفني المرهف, وحماس الجمهور الذي رحب بحرارة بالنجم العالمي. واستهل يوسف إسلام الحفل بأغنية «مايلز فروم نو وير» (بعيدا في مكان ما), التي قال عنها مخاطبا الجمهور, إنها تحكي عن مرحلة مبكرة من حياته حينما بدأ يفكر في التغيير. وبعد إلحاح من الجمهور الذي توافد بكثافة, غنى الفنان البريطاني أغاني ألفها في الستينيات والسبعينات مثل « ذا ويند» (الريح) ممتعا جمهور منصة السويسي بصوته وكلماته وبراعته في العزف على القيتارة والبيانو. وبين أغنية وأخرى يتوقف الفنان البريطاني للحديث عن القصة وراء كل أغنية, كما تحدث عن دوافع تغيير إسمه, إذ باح للجمهور عن حبه لإسم «يوسف» و»كات» في الآن ذاته, مقترحا أداء الأغنية التي تعبر عن هذا الإحساس وعن تجربته الشخصية وهي أغنية «أن تكون ما يجب أن تكون». وفي منتصف الحفل قدم يوسف إسلام فيديو لأغنيته «بوتس أند ساند» من ألبوم «رود سينغر»,وهو آخر عمل أصدره, والتي أداها رفقة فنانة موسيقى الكونتري الأمريكية دولي بارتن وغادر المنصة لبضع دقاق ليعود مرتديا جلبابا مغربيا. وغنى يوسف إسلام للطفولة «وير دو دا شيلدرن بلاي» (أين يلعب الأطفال), وللطبيعة «كينغ اوف تريز» (ملك الأشجار), وكان أداؤه لأغنيتيه المشهورتين «فاذر آند سان» (الأب والإبن) و»وايلد وورلد « (عالم متوحش) الحدث المؤثر في الحفل حيث تعالت أصوات الجمهور لتنسجم مع صوته في الغناء. وسحر إسلام الجمهور بعزفه على القيثارة التي انسابت منها الموسيقى وانتزعت تصفيقاته, حيث سافر بهم إلى زمن الكلمة والموسيقى الرائعة, وردد أغانيه وتفاعل معه خاصة بعد أدائه للأغاني التي لاقت صدى منذ انتشارها لأول مرة.